Wednesday 30 March 2016

الحيطة المايلة

بداية القول...واحدة صديقة مقربة طلبت اكتب الموضوع ده...وهو منتشر الحقيقة فعلا في مجتمعنا الحديث. يا رب يكون مفيد لبعضكم.

ستات كتير شكوتهم واحدة في كل حاجة...في البيت...في تربية الاولاد...في معاملة اهل الزوج...حتى في شغل البيت تقريبا نفس نقاط الشكوى.
سمعت كتير اوي منهم...شفت تجارب كتير عن قرب...وفي الاخر ممكن نطلع بشوية نقاط مهمة...ولكن النقاط دي كلها ليها سبب واحد...هي ان الجواز علاقة بين اتنين...اتنين يشاركوا...اتنين يشيلوا السئولية...اتنين يقرروا سوا....اتنين يربوا الاولاد...مربط الفرس ان العلاقة بقت احادية الاطراف....طرف واحد يتيم بس! طرف يقرر...طرف يشيل مسئولية...طرف يتصرف...طرف يربي!
من الواضح ان كتير اوي من الرجالة قرروا انهم يبقوا "حيطة مايلة" لا ليها لازمة ولا منها نفع! وده "قرار" مش طبيعه...ايوة...هما عايزين كده! والدليل انه لو اتحط في نفس الموقف بس مع اصحابه او مع والدته هايتصرف ويبقى راجل (غير ما هو في بيته).
الرجالة بيقولوا ان اي بيت بيتهد سببه الست...الست هي البيت...الست هي الاساس...الست هي اللى تستحمل وعندها القدرة على التكيف مع الظروف...تقدر تتحمل الالم الجسدي عادي ماهو ربنا خلقها كده...هانعترض على ارادة ربنا! (مؤمن يا واد منك ليه  - عيني هاتفر منها الدموع) هيا فعلا الست اكثر مرونة من الرجل في موضوع التكيف على الظروف والتأقلم بسرعة على اوضاع جديدة. بس برضه ليها قدرة احتمال. لو الست هاتتحمل حاجة صعبة ضروري يكون لك رصيد عندها. ولازم تدي علشان تاخد. ماهو مش ممكن تكون بخيل وتطلب منها تصرف مرتبها كله في البيت مثلا. او تكون بتعاملها بقسوة وتطلب منها تعامل والدتك بموده وحب. مش هايحصل! 
نرجع لموضوعنا الاساسي وهو قرار ميول الحيطة! وبأكد تانى ان مش كل الرجالة كده خالص...بس في نسبة لا يستهان بها بقى وجودها زي قلته وسبب في خراب بيوت كتير. تكون مثلا مراته عيانه...مش بتقوم من السرير...وهو مايتحركش من مكانه يعمل اي حاجة في البيت لانه شايف ان ده مسئوليتها هيا...وهيا مقصرة لانها عيانه! فهو يسيب كل حاجة على حالها (وطبعا الوضع بيسوء جامد كل يوم بسبب الحياة اليومية) وتقوم الست من مرضها تشتغل كام يوم ورا بعض علشان تلم المصيبة اللى حصلت في بيتها...ومن بجاحته يطلب اكل حلوة بقى بما انه "ضحى" وبقاله كام يوم بياكل من بره ونواشف!! وطبعا من غير ما اقول مفيش طبق او مج او معلقة نضيفة...ولو هوا عايز شاي يغسل مج واحد يشرب فيه وخلاص. 
قلة الاصل بتبان اوي فعلا في مرض الست...الراجل من النوع ده مايعملش ابدا مواعين او يطبخ (حتى لو حاجة بسيطة) ولا يحط الغسيل في الغسالة...ولا ينشره ولا يلمه ولا طبعا يطبقه! ومستحيل ينضف الشقة انشالله بالمكنسة الكهربا او يروق الكراكيب...ولا حتى يلم الزبالة ويرميها بره الشقة. ومش ممكن يحمي العيال (مع انها حاجة سهلة مش محتاجة ماجستير) ولا يحاول يشغلهم عنها..بالعكس لما يتخانقوا بيسيبهم عادي يمكن ده يكون حافز انها تقوم من السرير وتعتقه بقى! 
مش هاتكلم عن الراجل اللى مش بيفكر حتى يودي مراته للدكتور (مش موضوع فلوس - ممكن يطلع بخيل برضه الله اعلم) بس مش عايز حد يعطله...والكلمة المعتادة بتكون "عايزاني اعمل ايه معاكي؟ اكشف بدالك؟" - ماتستغربوش لان في من ده كتير! 
ولما الست تكون عيانة عادي جدا انه برضه ينزل القهوة في ميعاده عادي...دي نقرة ودي نقرة اخرى...هيا عيانة - ربنا يشفيها...بس هوا مالوش دعوة. 
غير التضرر المستمر من اهلها بمناسبة ومن غير مناسبة...الراجل "المايل" عايز مراته تفصله عن اهلها...مش عايز التزام مع حد...وبالتالي اي مناسبة عائليه ناحيتها تاخد عيالها  وتروح "تعمل الواجب"...بس هوا مالوش لازمة. وبمرور الوقت ونفاذ الحجج بتاعة "اصل عنده شغل" خلاص محدش بيسئل عنه ولا بيستفسر عن غيابه. 
اي حاجة في البيت محتاجة صيانة او تغيير...برضه مالوش دعوة...سباك...لمة ضربت...كهربا فرقعت...بوتجاز عينه ماتت...تلاجه فصلت...هوا مالوش دعوة! او يعمل الحاجة بعد ست او سبع شهور بعد ما تكون الست دابت من الزن عليه! وبيعملها من باب القرف والزهق مش علشان ده بيته والمفروض مايبقاش كده! 
في العيد والمناسبات....الست تنزل تجيب لبس العيد وتلف على المحلات لوحدها...اولادها وهيا عايزة تجيب لهم! نفس النمط برضه في الدروس الخصوصية...تمارين الرياضة...حضور عيد ميلاد اصحاب الاولاد...مصيف...مشتى...واجب اجتماعي...حضور فرح او عزاء...كل حاجة في الدنيا هوا مش عايز يكون له علاقة بيها... مش عايز حاجة تعطله عن "اللا شئ" اللى بيعمله.
كلمة للحيطة المايلة...انت زي اللقمة في الزور...مفيش منك نفع...ولكنك ضرر كبير للبيت ولاهل البيت. انت اسوأ نموذج للاب...اسوأ نموذج للزوج...اسوأ حاجة الانسان يوصلها هي انه يكون "شئ" لا قيمة له ومصدر احباط دائم.
لو انت كده...معلش تعالى على نفسك واتغير شوية...وطبعا انت عارف نفسك!! حاول تكون محترم وراجل....تساعد ولو بقليل من مجهودك لاهل بيتك واولادك...مراتك اللى انت راميها على طول دي هاتتحاسب عنها وعن كل حاجة قصرت فيها اتجاهها..اولادك طبعا كمان. وصلها للدكتور وخليك معاها لحد ما تطمن عليها (مثل انك محتاج تطمن)...وصل اولادك التمرين والدرس...انزل ساعدهم في اختيار هدايا اصحابهم او هدوم العيد...احضر مع مراتك المناسبات...لما هيا تمرض معلش حط الهدوم في الغسالة مش عيب...اغسل الاطباق او الكوبايات (سهلة على فكرة مش بقولك ادعك حلل)...اشغل الاولاد عنها لحد ما ربنا يعفو عنها وتقوم...ولما هيا تقوم بلاش تطلب منها اول يومين كده اي حاجة...خليك "جنتل مان" واطلب اكل من بره. حسسها انك فعلا خايف عليها واخر نزول القهوة شوية لحد ما الاولاد يناموا على الاقل. 
حاول تكون انسان...لان الطبع الوحش هايتقلب ضدك في النهاية لما اولادك يكبروا ويسيبوك لوحدك.
اتقى ربنا يا اخي ده انت تنقط!

ريم اسامة

جروب المدونة على الفيسبوك https://www.facebook.com/groups/329904227056535/

Friday 11 March 2016

صندوق في قاع دولابي


عندي صندوق قديم كبير فيه ذكريات الطفولة واخر سنوات في المدرسة. قبل الجواز كان في قاع الدولاب...شيئ ثابت لا افكر في وجوده. موجود وانا عارفة ان فيه ذكريات قديمة وبس كده. لا بفتحه ولا برميه. ولما اتجوزت خدته معايا طبعا...ماهو جزء من حياتي  لا اتذكره بسهوله. الطفولة بتكون عبارة عن مشاهد قصيرة او صور ثابته في الذهن. المهم...فتحته امبارح!! جالي فضول اشوف جواه ايه بعد ما بقى عندي اطفال...بجد كنز. اكتشفت كنز في بيتي.
اولا في حاجات مدونة بتاريخ بداية التسعينيات...يعنى بدأت اشيل فيه حاجات من 25 سنة!!! لقيت رقم جلوسي في الابتدائية والاعدادية والثانوية العامة. لقيت بادج المدرسة اللى كان بيتعلق على الهدوم ومدون وراه انى في سنة خامسة! وكروت هدايا عيد ميلادي العاشر! كنت زمان غاوية اكتب بحروف كبيرة او مفرغة بالقلم الجاف...لقيت كذا ورقة منهم. واكتشف حاجة اذهلتني جدا جدا...لقيت كراسة وفيها اول محاولات للكتابة. كانت عن موقف او شخص معين وهيا مش شعر..لكن محاولة انها تكون شعر...اسطر تنتهى بنفس القافية. وجواه محفظة... محفظة قماش بلزق وفيها كارت ميناتل بتاع زمان اوي ده :)
في عيد ميلادي التاسع جالي هدية من بنات عمتي...اوتوجراف. موجود وهما كاتبين لي اهداء في اول صفحة ومافيهوش صفحة فاضية ومليان ستيكرز. الفصل كله كاتب لي فيه...وكذا مدرسة...بنات واولاد اعمامى وعماتى...بنات خالتي...خالي...عماتى واجوازهم...بابا وماما...اختى وخدت صفحتين قدام بعض طبعا...واللى خلاني ازعل اوي انى لقيت جدتى الله يرحمها كاتبة لي...وعمي حبيبي الله يرحمه. انا فضلت اعيط لما لقيت خطهم وكاتبين لي كلام حلو اوي. وعمي كاتب اخر الصفحة "ابوكي احمد"....الله يرحمه كان بيحبنا اوي زي اولاده واحنا كنا بنحبه جدا جدا ولما بابا كان بيسافر لظروف شغله كان عمي بيتعامل انه فعلا ابونا ويجيبلنا اكياس حاجات حلوة ويهتم بينا ويدلع فينا. 
وكذا نوته..واحدة مكتوب فيها ارقام تليفونات العيلة وعيلة العيلة وزمايل المدرسة..ومدون فيها اعياد ميلاد الناس كلها...ومكتوب في واحدة اكواد للعبة معينة على الكمبيوتر...كانت غش...بندخل الكود فاللعبة تفضل مستمرة بلا توقف. وبداية دخول الانترنت مصر...فيه بقى مواقع ساذجة جدا...وايميلات اصحابي والعيلة...والميل بتاعي (وطبعا الميل كان ريمو رماريمو عادي عادي) واسماء افلام عايزة اشوفها الظاهر...وكلام مش مفهوم!
كان عندي سلسلة معلق فيها عين زجاجية ..لقيتها. وسيف! لقيته برضه (مش عارفة كنت بلبس سيف ليه!!)
زمان كان في عروض ديزني على الجليد. التذاكر اللى دخلنا بيها والاعلانات موجودة في الصندوق.
والكنز الكبير...سافرنا سنة بره...بس بابا سافر قبلنا بكام شهر...ولقيت جواباته ليا في الفترة دي :) ...وبادج المدرسة بتاعتنا هناك...ولقيت مراسلات من طلبة في مدارس في انجلترا (كان في نظام مراسلة بين المدرسة اللى كنا فيها وبين مدرسة في انجلترا)...ولقيت كروت معايدة بمناسبة الكريسماس من هناك برضه. وساعة جت لي هدية هناك بمناسبة عيد ميلادي ال 11.
وفي حاجات تانية كتير بس اهمها هي جوابات بابا. الجوابات هاتكون في مقال منفصل ان شاء الله لاهميتها ولثراءها.
الصندوق ده اسعدني بشكل غير عادي..وفي نفس الوقت حسيت بشوية حزن مع حنين جارف للماضي. شفت خطي وافكاري واهتماماتي واصحابي ومقتنياتي الصغيرة. الصندوق ده اهم حاجة في بيتي. لذا قررت انشاء صناديق لاولادي..بداية من اسورة المستشفى (اللى بتتحط في ايد البابي اول ما يتولد مدون عليها التاريخ واسم الام) مرورا بكروت معايدة السبوع واعياد ميلادهم وشوية الورق اللى بيرسموه وحاجة يكون لها معنى حاليا وهايتنسى بسبب صغر سنهم.  عيلتي معروفة بالاحتفاظ بالذكريات...ندون جميع المناسبات بالصور والفيديوهات من زمان... مفيش مناسبة مش متسجلة. الاحتفاظ بالذكريات مؤلم احيانا...لما نكون عايشين في سعادة اقل...او لو حد عزيز علينا توفاه الله. بس في نفس الوقت بنفتكر كم السعادة اللى حسينا بيها....الرحلات اللى طلعناها...المواقف المضحكة اللى بنضحك عليها تانى رغم مرور سنين.
احتفظوا بذكريات اولادكم...ساعدوهم في رسم صورة لحياتهم وطفولتهم...صورة كلها بهجة وذكريات جميلة متجسدة.

ريم اسامة