فكرت اقسم المقال على حلقتين...لكن فضلت احطه على بعض وازهقكوا شوية كالعادة بطول المقالات :)
تفاصيل صغيرة اوي بتفرق مع اطفالنا...حاجات صغيرة يا تخليهم مبسوطين او في حالة مزاجية سيئة...وشوية عادات بتشكل شخصياتهم ...كلنا بنتعصب على الاطفال (وهما يشلوا اصلا بصراحة يعنى)...كتير مننا بيشتكى من العيال على مسمع منهم (عادي ماهم لازقين فينا نعمل ايه بس؟) وغالبا ما بنشتمهم لما يعملوا حاجة تنقط (كلنا بنعمل كده يا امهات بلاش الاحساس الزائد بالذنب..احنا بشر مش مراوح سقف!)
بس بجانب كل ده في حاجات ممكن تتعمل هاتحسس العيال المتشردين دول اننا بنحبهم فعلا ومن غير ما نقولهم "انت حبيب ماما"
هاقولكوا شوية افكار كده ممكن تنفعكوا (واحتمال كبير تكونوا فعلا بتعملوها او بتعملوا احلى منها كمان)
اللى هاقوله النهاردة يتعلق بالاطفال الصغيرين مش الكبار! يعنى من سن سنتين الى خمس او ست سنين بس :) علشان ماتضحكوش عليا:)
قبل ما ينام عوديه تحكي له حكاية...انا بقول تحكي مش تقرأى! احكي له حكاية عنه هوا شخصيا...يعنى مثلا لو كان عند جدته الصبح احكي له حكاية ودخلي فيها حاجة حصلت له فعلا زي "مرة كان في ولد جميل وبيسمع الكلام اسمه (فلان - اسم الطفل) وراح عند تيته وجابت له تفاح وقالها شكرا وهيا قالت له العفو وبعد ما خلص التفاحة دخل الطبق المطبخ وبعدين فضل يلعب بعربياته وعمل سباق وكسب العربيات التانية كلها....الخ"...حكاية حصلت فعلا وبتدخلي فيها مدح للطفل على سلوكه الحلو (مش ضروري يكون قالها شكرا وممكن يكون حدف الطبق في الارض بعد ما خلص) لما تمدحيه هوا هايفرح اوي بنفسه...يوم ورا التاني وحكاية ورا التانية كل ليلة...الطفل تلقائيا هايانفذ اللى في القصة بلا وعى! انا شخصيا كل ليلة بحكي لابنى نفس القصة (هوا بيحب نفس القصة كل ليلة مش بيحب التغيير اوي) والقصة دي عن حيوان ما بيروح الجنينة اللى فيها حازم (ابني) وانا وباباه وخالته وبنتها وعمه وابنه واصحابه (بالاسم) والحيوان ده بيلف عليهم كلهم علشان عايز حاجة معينة (ياكل او يشرب او يلبس او يلعب)....وفي وسط القصة بدخل له معلومات يعنى مثلا: "الارنب راح الجنينة وشاف ولد امور اوي وشاطر اسمه حازم وقاله انا جعان فحازم قاله اتفضل حته من الساندوتش بتاعي فالارنب قاله بس انا باكل جزر!...الخ" مرة اقوله ارنب ومرة قطة ومرة اسد ومرة فرخة....الهدف بيكون انى امدح فيه حاجة (الكرم وانه بيسمع الكلام وبيقول اتفضل وشكرا) وبرضه بدخله معلومات كل حيوان بياكل ايه (الارنب بياكل جزر والفرخة بتاكل حبوب...الخ) ومرة اقوله اسم الحيوان بالانجليزي ومرة بالعربي...ومرة حد من اصحابه يرفض يدي الحيوان اكل وحازم يقوله لا عيب كده لازم نقدم من اللى معانا...بحاول ادخله قيم بطريقة غير مباشرة واعتقد انها طريقة ناجحة اكتر من "عيب يا ولد يا قليل الادب انت!!!"
ماتفتحيش حاجاته غير لما تستأذنيه...انا عارفة انها حاجة مضحكة شوية لكن لازم تحسسيه انك بتحترميه وبتحترمي خصوصيته وادميته (ايوة الطفل ليه خصوصية برضه)...لما تدخليه الحمام بصى الناحية التانية ماتبصيش عليه...هوا هايتعود على كده ان محدش يشوف منه حاجة ماينفعش تتشاف!! لما تدخليه الحمام او تحميه اقفلي الباب عليكوا! لما تاخدي من عنده مثلا قلم استأذنيه الاول انك تاخديه...لما تفتحي شنطة المدرسة او الحضانة استأذني منه...بالتالي لما يفتح شنطتك خدي موقف...كونى مثل اعلى الاول...علشان يتعلم منك...مش مثالية والله ابدا..ولكن ده الصح...بتعلمي ابنك وبنتك الصح...واكيد مش هايطبقوه من اول ولا تانى ولا خمسين مرة الاولى...لكن في الواحد وخمسين هايتعلموا تلقائي...وهكذا كل حاجة عايزاهم يتعلموها ...نفذيها انتى الاول وماتزهقيش...ماتكدبيش عليهم....ماتوعديش وتخلفي...ماترميش حاجاتك في كل حتة وتطلبي منهم يبقوا منظمين...واتكلمت عن الموضوع ده في مقال سابق عنوانه "التربية النفسية"
اشركيه معاكي في المطبخ...معلش هاتبقى حرب اهلية في المطبخ لان الطفل فضولي جدا بطبعه...بس حاول متخليش في سوائل كتير علشان اللغوصة...لو بتعملي كيك خلي يحط الدقيق والسكر والفانيليا ويلقب بالمعلقة وانتى حطي اللبن والسوائل الاخرى وقلبي معاه بايدك علشان مايبهدلش الدنيا...خليه يختار (ال يعنى بيختار) الكيك يبقى بالشيكولاته ولا الفانيليا...خليه يشارك بالمجهود والرأي...حطي مثلا قالبين واسئليه نحط في انهى واحد ...خليه يحس ان رأيه قابل للتنفيذ...هايدي ثقة لابنك او بنتك كبيرة في نفسهم. او اعملي عجينة بسكوت وخليه ياخد حتة يلعب بيها ويعملها اي اشكال عبيطة وحطيها في الصينية ولما يشوف نتيجة عمله هايفرح جدا فعلا....ماتنسيش تصوري اي حاجة يشارك فيها الطفل علشان تفرجيها (في وجودة) للاقارب...صدقوني الثقة في النفس بتيجي من الحاجات البسيطة دي.
شاركيهم اللعب...كلنا بنسمع الكلمة دي وبنحاول نلعب معاهم...بس ازاي نلعب معاهم يا ترى؟ في فكرة كده لقيتها في جروب على الفيسبوك ونفذتها وهاحط لكم الصورة اللى قلدتها وعجبت ابني جداااا جدا...عملت له شارع بالورق...ابني مولع بالعربيات...عملت شارع بالكارتون ودي الصورة اللى حاولت اقلدها قدر الامكان
وعملنا بالمكعبات محطة بنزين (اي شكل كده وخلاص بس حددنا ان دي محطة) وعملنا موول وعملنا سوبر ماركت وعملنا بالكارتون اشارة مرور وفضلنا نلعب مع بعض...حددت مكان لمرور الاشخاص وفهمته علامات المرور وامتى العربيات تقف وامتى الناس تعدي الشارع وهكذا...وهوا اقترح انه يعمل حضانة :) مدينة كاملة على ترابيزة الليفينج :) حاجة سهلة جدا وبسيطة وتعليمية واكيد عند كل واحدة فيكوا كارتونة (حتى ورق عادي) وقلم وعربيات لعبة ومكعبات! حاولي مرة كده اعملي الحركة دي ووحياة عيالك يا شيخة قولي لي النتيجة ايه :)
اللعب مع ابنك هايقربكوا من بعض وتبقوا اصحاب...لما ترجعي تحكي له عن شغلك (اي كلام فارغ بس يقدر هوا يفهمه) هايحس انك فعلا حاسة ان ليه رأي وانه مهم.
سيبك بقى خالص من التليفزيون المخرب لعقل العيال ده لانه اكتر حاجة بتصيب العيال بالتخلف والتبلد وعدم الاستجابة لاي حاجة...انا عارفة انه اسهل حاجة تشغلي العيال بيها وانك فعلا مشغولة جدا (كلنا والله العظيم) بس استثمري فيهم شوية...هما اهم.
من الحاجات اللى بتدفع الاطفال على الاعتماد على النفس انك تخلي كل حاجة في متناول ايدهم (اقصد طبعا كل حاجة هما بيستعملوها) يعنى خلي الاطباق اللى بيستعملوها قريبة والمعالق والعصير او البسكوت وطبعا المياة وفي مكان محدد بلاش تغيري المكان المخصص ليهم خالص. لما يطلب منك انه يشرب قولي له روح انت اشرب...لو عيط وصمم انك اللى تجيبي له طنشيه...متزعقيش فيه ...طنشي وخلاص...لما يقرصه العطش اوي هايروح يشرب بنفسه....لما يحب ياكل بسكوت او كيك او حاجة حلوة هايبقى عارف يروح يجيب لنفسه مش كل حاجة يعتمد عليكي فيها وكل ما يكبر في السن هايعتمد على نفسه في حاجات اكتر واكتر...انتى بتكونى شخصية مستقلة ... مش كل فسفوسة في حياتهم انتى تلبيها...لازم يجيب الشبشب بنفسه او الشورت او المناديل...عرفيه الاماكن واحرصي ان المكان ده دايما يكون فيه المياه او الفرشاة مثلا...وبكده هاتضربي عصفورين بحجر...انه يعتمد على نفسه...وانه هايرجع الحاجة مكانها علشان لما يدور عليها تانى هايلاقيها!! وفي نفس الوقت لو في فرصة للاختيار خليه يختار يعنى يحب ياكل في اي طبق او اي كباية ويحب الارز لوحده والخضار لوحده ولا على بعض ..يحب الفراخ مقطعة ولا هوا يقطعها بنفسه...خليه يختار ويحدد...هاتنظمي تفكيره باسلوب بسيط وسهل جدا.
وفري له ورق فاضي واقلام اشكال واحجام وانوع مختلفة علشان تنمي عنده الابتكار...وفري له القص واللزق والادوات المكتبية اللى كلها الوان واشكال مختلفة ورسومات...هاتي له ستيكرز وعلميه ان الرسم واللزق بيكون فقط على الورق والكراسات مش على الحيطة ولا الابواب...لو ماجبتيش الوان وطباشير علشان خايفة على بيتك...هايجي يوم وهايجيب الوان وممكن يدمر لك البيت...علميه من صغره احسن.
اوعى واياكي وحذاري انه تخوفيه من حاجة زي الضلمة وانه يكون لوحده في مكان ما وطبعا مش محتاجة اقول انك متقوليش "الكداب بيروح النار" لانك هاتكرهيه في ربنا والدين والخط المستقيم...ابنك مايفهمش لسه اصلا يعنى ايه ربنا!! ...خوفيه من الحاجة الخطر زي انه يروح مع ناس غريبة في النادي اي حتة او انه يفتح باب الشقة او انه يلعب في الكهربا...بلاش تخوفيه من الاسد والعو وابو رجل مسلوخة...هاتخليه يخاف من كل حاجة...لما يخاف من الضلمة روحي معاه (في الضلمة) ماتولعيش النور...هايلاقي ان مفيش اي اختلاف في الاوضة ... وبعد كده تعمدي تسيبي حاجة تخصه في مكان بعيد في الشقة وضلمة برضه...وبعفوية قولي له هات كذا دي في المكان الفلاني...هايروح يجيبها عادي.
مش بعمل عليكوا ابلة الناظرة والله يا جماعة ولكن دي حاجات نفذتها ولقيت انها بتجيب نتيجة ...الحمد لله جابت نتيجة الى حد كبير...لسه طبعا ابني صغير ولسه قدامي المشوار كبير في التربية وتشكيل الشخصية...ولسه المفعوصة اخته كمان...ربنا معاكوا ومعايا ويقدرنا على تربيتهم وربنا ينور لنا الطريق الصحيح للتنشئة ان شاء الله
ريم اسامة
