Monday 20 April 2020

بوز الحظر

كل الرجالة قعدت في البيت خلاص....مفيش قهوة ولا جيم...مفيش اصحاب...مفيش تجمعات من اي نوع...مفيش سفر...مفيش غير البيت!!
حتى لو مفيش قهاوى كان ممكن الرجالة تقف سوا في اي شارع عند اي كشك مثلا...او يتجمعوا في اي بيت...لكن جه الحظر وقتل اي امل عندهم! لا مفر من البيت والست والعيال!!! 
يوميا تقريبا بسمع خناقات من العمارات المجاورة...هيا مش خناقات بين طرفين...هيا اصوات رجالة بتزعق!!! 
بعد ما كنا بنسمع صوت الستات بتزعق في العيال من قهرة قلبهم في المذاكرة معاهم...بقينا نسمع صوت الرجالة وهيا بتعافر للبقاء في وجود كائنات مزعجة مايعرفش عنهم حاجة غير اسمائهم تقريبا!
الحقيقة ستات كتير اوي شمتانة...حقنا بصراحة...ما احنا برضه ريقنا نشف من طلب المساعدة واننا نقعد سوا وان الراجل يقعد في البيت مع اولاده علشان يلحق بس اي حاجة من طفولتهم اللى بتخلص وهوا على القهوة!
الرجالة يا عيني صدمتهم كبيرة...اكتشفوا ان في عالم كامل جوا بيته وهوا ولا داري...اكتشف ان البيت له نظام مختلف جدا عن اللى كان متخيله!! لاول مرة بيكتشف ليه مراته كانت بتزعق! وليه كانت بتشتكى (وكان بيتهمها بالتقصير وقلة الحيلة مع شوية اطفال!) اكتشف ان صعب السيطرة على طفل...صعب التكيف مع الدوشة وصوت الكارتون العالي وصوت العابهم وخناقهم ونقارهم طول اليوم...الاكل بالعافية وغالبا مش بيعجبهم اي اكل....فهم ليه مراته كانت بتعمل صنفين خضار...او ليه بتعمل حلة مكرونة صغيرة جنب الرز....عرف انه ظلمها جدا لما اتهمها بالاهمال ودلعها الزيادة لهم وبطل يقول "الاكل اللى موجود يتاكل واللى مش عاجبه يتفلق"....فهم ان احنا اللى بنتفلق والعيال برضه مش هاتاكل غصب عنهم!! وان مراته فعلا جربت كل الحيل والطرق انها تعمل صنف او صنفين بس ويتاكلوا....وقررت تعمل اصناف متضاربة بعد ما كل الحيل فشلت واكتشفت انها معركة خاسرة وفعلا مالهاش لازمة !!! (ما انت مش بتاكل الكوسة لما مراتك بتعملها على الغدا...وكمان بتتقمص منها)
الراجل بقى مركز اوي مع التنضيف والطبيخ وعدم سماع الكلام (من جانب العيال) وكمية الحلويات المستهلكة في البيت...وشفط باقات الانترنت بشكل هستيري!! الراجل بقى عنده الف سبب يتعصب علشانه...والوباء قلل من النزول ومنع الزيارات وقفل اي منفذ للترفيه خارج البيت!! معلش سيبي الراجل يتعصب شوية من حقه برضه...ما انتى قرفاه من ساعة الجواز بالعصبية والنرفزة..حقه يا فوزية يعبر عن نفسه!! معلش!!
بوز الراجل بقى المنظر العادى بتاع كل يوم...خصوصا بالليل...هايروح فين؟؟ يقف على السلم؟ ولا قدام العمارة؟؟ حتى لو عمل كده...هايقف كام ساعة؟ هايرجع برضه! لا مفر
بقى يعبر عن حاله وعن يأسه وزهقه بالبوز...البوز حق لكل راجل محظور في البيت!!!
الكورونا جمعت شمل العائلات...وزهقت الرجالة!!
نصيحه...اشغلي نفسك باي نشاط منزلي بعيد عنه....علشان لو مسك في خناقك انتى...ياللا السلامة!!!
بوز سعيد!!
ريم اسامة

لينك المدونة على الفيسبوك:

Monday 13 April 2020

الكومودينو

مقال النهاردة في حب قطعة اثاث!! 
بالنسبة لي من اهم قطع الاثاث في البيت هو الكومودينو بتاعى!
واعتقد هو مهم لمعظم الناس...ده قطعة اثاث شخصية ولها خصوصيتها
الموقف بيختلف حسب العمر والنوع والمرحلة كمان.
يعنى لما كنت صغيرة كان برضه جنبي واحد وكان عليه حاجات مهمة بالنسبة لى وقتها...ولما كبرت المحتويات اختلفت...لما اتجوزت....ولما بقيت ام...كل مرحلة واختلافها ....ويبقى للكومودينو اهميته!
طرحت سؤال "بتحطوا ايه فوق وجوا الكومودينو" على صفحة المدونة على الفيسبوك...وجالي اجابات كتير.
نقدر نقول ان الاغلبية لازم بيحطوا اباجورة عليه....لازم الاباجورة بجد مهمة...ومعظمهم قال زجاجة مياه وجزء لا بأس به قال ان جواه بيتحط اي حاجة مالهاش مكان....او منتظرة قرار التخلى او الابقاء...وادوية واوراق شخصية
الكومودينو مساحة خاصة...ده اللى بتشوفه اول ما تقوم من النوم....وتغمض عينك وهو اخر حاجة برضه...بالنسبة لي يمثل اهمية في حياتى...لما بسافر اي مكان لو مفيش كومودينو ادور على اي حاجة اعملها كومودينو...وانقل اي اباجورة من المكان وتتحط جنبي!
انا شخصيا جنبي في اباجورة طبعا...وعلبة مناديل ورصتين كتب وروايات (منتظرة دورها في القراءة) ومجلات ميكي ومجلات عادية ومصحف...واحنا بنوضب الشقة صممت يكون جنبي فيشتين (جمع فيشة) وانا افتكر انها كانت خناقة لان الكهربائي كان خلص شغله وكان في فيشة واحدة فقط....لا معلش انا مش هادخل الشقة دي الا لو كان جنبي اتنين :) ودخلنا في نقاش وجدال وتصميم من الطرفين - وانا كنت فعلا منفعلة على حاجة ممكن تتغير عادي...ابدا....تتعمل قبل ما نعيش هنا...الحمد لله قرر يكبر دماغه ويغير الفيشة....ماهو واحدة للاباجورة وواحدة للشاحن!! افرض محتاجة الشاحن والاباجورة في نفس الوقت...او شاحن اللاب توب والاباجورة....انا مش عايزة عكننة...لازم اتنين ماليش دعوة!!!
وجنبي كريم يد وكريم تجاعيد العين...سماعة صغيرة...نظارة القراءة احيانا...مفكرة السنة الميلادية اللى احنا فيها...ووعاء صغير جميل زجاج...بحط فيه الدبلة قبل ما انام...ولو باخد اي ادوية في اي فترة بتكون جنبي طبعا.
الادراج بقى...عندي اتنين...البعيد عن ايدي فيه محافظ كتير ونوت جديدة...والدرج الاقرب لى فيه اي حاجة بحتاج استخدمها وخايفة تضيع...اوراق...مبارد الضوافر والحاجات اللى زي دي...ولازم يكون فيه توك شعر واقلام وبعض الاسطوانات اللى خايفة عليها من ايد العيال! معظم الدرج حاجات صغيرة بخاف تتوه فى البيت.
الستات اللى عندهم اطفال جنبهم مرهم التسلخات وببرونة وواحدة او اتنين بامبرز علشان الطوارئ وسط الليل...مناديل...مناديل مبللة (وايبس) وممكن سالوبيت او اي قطعة ملابس احتياطى بدل ما تقوم تدور في الدولاب.
البنات بيكون جنبها اكيد الموبايل بالشاحن اساسي...ممكن مجلة او رواية لو بتحب القراءة...ادوات تجميل...برواز (لاحظت بنات كتير بيكون جنبهم صور لممثلين او لافراد من العائلة او الاصدقاء)
الرجالة تفاصيلهم اقل بكتير مننا...بكتير اوي....الاباجورة (اللى غالبا ست اللى حطاها) ومحفظة ومفاتيح ونضارة الشمس واي ورق...ولو هو بيحب القراءة هانلاقي كتاب واحد او اتنين بالكتير جنبه...وطبعاااا لازم الريموت يكون معاه مش مع الست...ريموت التكيف او التليفزيون!  والادراج غالبا واحد بيكون شرابات والتانى كراكيب وورق مستنى حد ينظمه او يصنفه...وساعات الست بتاخد جزء من الدرج او الضلفة الخاصة بالراجل كمان (افتراء)
يظل الكومودينو قريبا لقلبي...وقطعة اثاث لا غنى عنها.

ريم اسامة

Sunday 12 April 2020

الوقت

مع الازمة الحالية (فايروس كورونا) وكلنا في البيت وكل اللى بيشتغلوا قعدوا برضه في البيت (او على اسوأ تقدير بيشتغلوا جزء من الاسبوع)..اكتشفت ان عندي مشكلة كبيرة...مكنتش ملاحظاها قبل كده!
دايما كل يوم (الايام العادية قبل الفايروس) بيكون في خطة للوقت...علشان اليوم يكفي اعمل كل اللى انا عايزاه...اروح الشغل وانجز شغلي وارجع البيت وانجز شغل البيت ومذاكرة الاولاد والتمارين ومشاوير البيت ومشاويري الخاصة وفي نفس الوقت كنت دايما (ومازلت) احرص على ممارسة هواياتي الكتير - لان الهوايات هى الحاجة الوحيدة اللى بتخليني في حالة من التوازن.
حاليا...مع وجود الوفرة من الوقت...برضه ملازمنى احساس "مفيش وقت...لازم الحق"...الحق ايه انا مش عارفة...بس هوا لازم الحق!!
لاول مرة اكتشف ان فعلا عندي مشكلة كبيرة مع فكرة الوقت! ملازمنى التوتر...والارق كمان لانى ضيعت وقت النهاردة ومخلصتش كل اللى كان المفروض اخلصه!
اكتشفت ان احنا اقسى عدو لينا....الواحد بيجلد نفسه حرفيا علشان مخلصش اللى كان مخطط له...نسينا اننا بنحط اصلا خطة صعبة....هيا مش مستحيلة ولكن صعبة...الراحة مش جزء منها.
هاتكلم عن نفسي....مع الاجازة الممتدة دي بقى نظام النوم مختلف تماما....سهر للفجر وصحيان على الضهر...ده في حد ذاته مسبب توتر شديد...بقيت اظبط المنبه...اقفله واكمل نوم...ما انا محتاجة النوم...اصحى متضايقة من نفسي ان كان زمانى خلصت كذا وكذا وكذا بدل ما انا نايمة كده...وكان زمانى خدت وقت الصبح من غير الاولاد كنت خلصت اسرع في وقت اقل ومن غير زن وصداع.
واكمل اليوم كده على وعد لنفسي ان بكرة اصحى بدري...لازم اصحى بدري.
وبما ان البيت كله صاحى - بفضل صاحية اعمل حاجات علشان اعوض..انا في حالة تعويض دائمة!!
لازم اعمل حاجات كتير في نفس ذات الوقت...لو عملت حاجة واحدة بس بيجي لي شعور بالخسارة!! يعنى لازم يكون في غسيل في الغسالة وفي نفس الوقت حاجة بتستوى على النار او في الفرن وفي الوقت اللى يستوى فيه الاكل اكون خلصت مواعين او طبقت غسيل او روقت درج من الادراج...وفي سيناريو تانى لو الاولاد بيعملوا الواجب اكون خلصت كام سطر كروشيه او رديت على رسائل او برضه اطبق غسيل او اعمل شوية مواعين او انشر...لازم كذا نشاط في نفس الوقت علشان احس بالانتصار (!!!) ولو انا في مشوار بره لازم اعمل كذا مشوار في بعض...هوا لازم كده...مثلا اشتري حاجة نازلة لها مخصوص وبالمرة ادفع فاتورة او ادفع فيزا او اشتري طلبات لماما او وانا بره اخلص مكالمات متأجلة...ولو انا في الشغل دايما في كتاب مفتوح على الكمبيوتر اقرا منه شوية وقت ما افضى من الشغل!! ولو الاولاد في التمرين لازم اكون بعمل اي نشاط على ما يخلصوا...لازم احس بالانجاز في اي حاجة! 
دلوقتي...بعد ما خلصت كل الادراج...والدواليب...والضلف...ايه بقى؟!! 
قلت اغسل سجاجيد....المشايات الصغيرة لانى مش هاقدر على السجاد...غسلتهم...رحت على الشنط...غسلت شنط المدرسة والشنط القماش....ها؟؟؟ انزل الصيفي واطلع الشتوى....وانضف تحت السراير....وايه تانى؟؟  قلت اغسل فرش المكياج...فرش الشعر...المع النجف...المع الشبابيك...وبعدين؟؟؟
لازم اخلص!!! لازم استغل الوقت....لازم اخلص اللى ورايا كله لازم لازم!!!
عيشت نفسي في حالة توتر رهيبة....بجد....حاسة بالخسارة وانى ضيعت وقتي على الفاضي...مخلصتش قائمة الحاجات اللى مطلوبة كلها....لسه منضفتش النيش..ولا ذاكرت للاولاد (رغم ده كان اولى من الترويق اللى مالوش معنى)  ولا كتبت (مقال واحد بس اتكتب مع انى كنت مخططة ارجع للكتابة تانى)...مقرتش غير كتابين وفي التالت (كان لازم اقرا اكتر)...اشتغلت كانافا وكان لازم اشتغل كروشية شوية...(انا بحب التلوين جدا) كان لازم الون اكتر....وكان لازم اقرا انجليزي كمان مش عربي بس!! ومقرتش قران (وكان الاولى اقرا قران) - كان لازم اصوم كمان..صمت يومين بس وده قليل...ركبت بازل 500 قطعة وكان المفروض اعمل الالف قطعة كمان او اركب واحدة 500 كمان!! 
اكتشفت انى بعذب نفسي باتقان! 
اتكلمت مع صاحبتي وقالت لي لازم اعكس...بدل قائمة "اللى مخلصش" اعمل قائمة انجازات
لقيتها مش وحشة...معقولة الى حد ما! ودورت على الراحة...رغم الاجازة...فين الراحة؟ انا لو قعدت شوية واتفسح على النت كده من غير هدف بحس بالذنب!! حتى القعدة على النت بقيت اشوف هاستفيد من الوقت ازاي!! حولت الهوايات الى الزام يومي!! حولت القراءة الحرة الى واجب...بقيت اقيس اليوم بعدد انجازاتى (الوهمية) فيه!!
وبالتالي شعور الراحة مش بييجي...ولا حتى شعور الرضا عن النفس!!
قررت ابطل اللى بعمله ده...قررت اريح دماغى شوية من التفكير ومن رص المهام اللى مالهاش لازمة!! في شوية شغل كل يوم يتعملوا و خلاص...اقرا للمتعة مش للواجب...اقعد على النت العب للترفيه...هاتفرج على افلام اكتر...هاسمع موسيقى في البلكونة والدنيا ضلمة شوية من غير ما اعمل حاجة جنبها...مش هاخلي الموسيقى خلفية لشغل بعمله!
قررت ارحم نفسي المسكينة شوية...هاعجز بدري كده!!
ده انا كان بيجي لي افكار انا يا ترى هاقدر اعمل كده لما اكبر في السن ولا لا!! وكنت بفكر في بدائل للانشطة دي بانشطة اقل اجهادا علشان لما اكبر اقدر اعملها (!!!)
لازم "اعيش" كل الحالات...الراحة والانشغال والالتزام والاختيار (!) اختيار اعمل ايه في وقت فاضي تماما واللى يتعمل في الوقت ده محاسبش نفسي عليه كمان...حتى لو قعدت كده معملش حاجة...لازم اغير العادات السيئة دي!! 

وجعت دماغكم وضيعت "وقتكم" :)

ريم اسامة 

لينك المدونة على الفيسبوك: