Thursday 19 October 2017

الازمة!

قدر الله لنا ازمات شديدة...عنيدة...في الصميم!
وقررت بعد غياب اكتب عن تجربة المرور بازمة حقيقية...المقال مش شخصي..ولا فكاهي ولا ساخر...لكنه ناتج عن تجارب شخصيه (على قدر سني وما مررت به حتى الان!)
اولا...نحن لا نملك من امرنا شئ...كله بيد الله...يقرر من يمر بمشكلة...ومن يمر بمحنة...ومن يواجه صعوبات...ومن يتصدى لازمه...ومن ومن ومن.
ولكن كله في النهاية يندرج تحت بند: الابتلاء!
اول حاجة عند الابتلاء هي الرضا بما قسمه الله...انا مش جاية اقول شعارات دينية على فكرة...ولا انا متدينة لدرجة تتيح لي "الفتي" في الدين.
ولكن...ده الواقع...ده اللى بيخلي الانسان يصمد...يواجه...يتصدى لكل ما يواجهه من متاعب شديدة.
قدام الازمة عندك حل من اتنين...لا ثالث لهم....يا تضعف...يا تقف وتنشف! مهما كان الموقف...لازم تقف...لازم تجمد...تحيًد المشاعر...ترمي كل التفاهات على جنب...كل التفاصيل الصغيرة تلغيها...كل الهيافات تنساها...ركز!!
اولا متسمحش لمشاعرك تلغي تركيزك...صعب انا عارفة...صعب جدا...فكرة انك تفقد انسان حاجة مؤلمة جدا جدا جدا...لكن...اتفقنا انه بايد ربنا...فنحيد المشاعر دلوقتي (هاننهار بعدين مش مهم)...بس نقف صف واحد...جنب الشخص العزيز اللى محتاج لنا ده....ان كان في مرض...قضية...حادثة...المصايب كتير لا حصر لها!
قبل ما تفكر تقف جنب الشخص المصاب "قدام عينه "...اعرف الاول امكانياتك ايه...انت ممكن تفيد في انهي مكان...يعنى لو حد مصاب وفي المستشفى...يا ترى مكانك تقف هناك معاه...ولا مكانك تفضل في البيت مع اهله....ولا انك تخلص له اجازاته في الشغل...ولا انك تخلص له ورق التأمين الصحي؟ الزفة الكدابة دي مالهاش معنى ولا لازمة...هيصة وناس وزحمة على الفاضي...تجنب تكون منهم...حتى لو عابوا عليك عدم تواجدك "الجسدي" في المكان!!!
اعرف مكانك فين...واعرف امكانياتك ايه بالظبط علشان محدش يعتمد عليك وتبوظ الدنيا في الاخر!! ده مش وقت عنجهية...ولا وقت شعارات..ولا وقت وعود فارغة.....قادر على حاجة اعملها...مش قادر اسكت...يمكن غيرك اقدر انه ينفذها!
مش وقت برستيج...ولا وقت كبرياء...ولا وقت ندالة!
التوقيت مهم...احيانا الموقف بيفرض الاهمية على الوقت..على الربع ساعة...الربع ساعة اللى بتقضيها في التقليب بين قنوات التليفزيون ممكن تفرق مع عيلة بالسلب او الايجاب...مش هاعمل دراما واقولكم بتفرق بين الحيا والموت....اكيد لا...بس احيانا هاتفرق مع عيلة تقدر تجبر بخاطرها...او تحبطها.
لو اللى بيمر بازمة شخص عزيز عليك...او (لا قدر الله) حد من اهلك...لو انت راجل...انت مكانك ارض المعارك...تشوف محامي...تجري ورا ورق في السجلات...تخلص ورق في مصالح حكومية او تامين صحي...تدور على دكتور كويس...باختصار: تذلل العواقب!
لو انت ست او بنت...مكانك غالبا هايكون في الخلفية...بين السطور...احيان كثيرة بتكون صاحبة القرار وتوجه الرجالة تروح تخلص مصلحة ايه...الست اكثر مرونة من الرجل...واكثر ملاحظة للتفاصيل (طبيعتها كده)...فبلاش نجنب الاناث في الصعوبات...الست ممكن تلاحظ لون متغير في ضوافر المريض ويكن اكبر دليل على تغير نسب معينة في جسمه وبالتالي له عواقب...لانى لاحظت ان الرجالة بتحب او تتصدر مانشت المصايب...وتجنب الستات! 
زي ما قلت من كام سطر فوق: مش وقت عنجهية!
لو في حاجة تخفف عنك حالة التوتر والترقب والقلق...الى اخره وصولا للاكتئاب...ان كل شئ وله نهاية...وفي نهاية كل ازمة...نخرج اشخاص مختلفة...اقوى...اعمق...حاجات كتير تصغر في اعيننا...تفقد النقود قيمتها (من منطلق تغور الفلوس بس نرجع زي الاول)...علاقات كتير اوي بناس حوالينا بتتغير...يا ناس بترتقى لمرتبه "الغاليين"...يا ناس بتنزل لمرتبه "معرفة سعيدة"...بتكتشف ان علاقة الدم لا تحدد موقف...احيانا اصدقاء بيكونوا اقرب لك من الاشقاء...في ناس بتجنب المشاكل والخلافات السابقة بينكم وتقف جنبك برضه...وفي اللى تكون مقدم لهم عينك عن طيب خاطر وبرضه يتخلوا عنك في محنتك...الازمات ابتلاء...ولكن الله كريم...واقدر...واعظم من اي ابتلاء...خليك جنب ربنا!
وعلى رأي الشيخ الشعراوي "لعله خير"

ريم اسامة