Monday 19 October 2015

يا بختنا :)

اكل العيش مر...كلمة بنسمعها منذ ولادتنا تقريبا...وهي حقيقة طبعا...لا شك فيها اطلاقا.
بس مرار العيش بينسينا حلاوة الدنيا...حقيقة برضه.
لما بقعد مع بابا ويكلمنى عن زمان...بحس ان فعلا احنا مظلومين...مش عايشين...فين الحياة؟
لما ماما بتكلمنى عن ايامهم زمان وكمية النشاطات اللى بيعملوها في البيت (بما انهم بنات)..ايه الجمال ده!...احنا فعلا ناقصنا كتير اوي علشان نحس يعنى ايه حياة!
النت كله حملات عن السعادة وعن زمان وعن ضيق ذات اليد!... بس مين بيدور على السعادة او بيحاول يكتسب روح زمان ومين بيتأقلم على ضيق اليد؟
 زمان دايما بنشوفه احلى لانه ببساطة مستحيل رجعوه....فهي حيلة نفسية بتريحنا من وجع الدماغ..."زمان كان حلو يا بختهم" وبس كده..."ماهي الحياة كانت رخيصة وسهلة"..."التعليم مجاني"...."العلاج سهل ومتاح للجميع"...الخ من الجمل المحبطة لينا.
فعلا...احنا مظلومين ماديا اوي...ولكننا محظوظين برضه عنهم...زمانهم كان اللى بيسافر خلاص يتشطب من الدنيا...لو بعت جواب يبقى زي الفل وخلاص...بس دلوقتي احنا بنتكلم مع كل اصحابنا وقرايبنا بره البلد كل يوم في كل وقت وفي اي مكان! يا بختنا :) 
زمان كانت الست يا عيني طالع روحها في شغل البيت...غسيل على ايدها...تكنس البيت كله بالمقشة والجاروف ابو من غير ايد!! والمواعين بسلكة تقتل انوثة ايدها! وتحمد ربنا وتبوس ايدها وش وضهر مرتين لو عندهم مروحة (واحنا طول عمرنا بلدنا حر في الصيف محدش ينطق في دي)....طبيخ على الوابور او على بوتجاز بعين ونص...والحيل لا تنتهى بقى علشان تقدر تسد مع العيال وجوزها...ستات كتير جداااا كانت بتخيط الهدوم كمان بنفسها! وكانت الست تنزل تجيب كل حاجة حتى لو بيضة وكيلو لبن. التنقل مكنش سهل زي دلوقتي من محافظة لمحافظة
بس دلوقتي عندنا بوتجاز خمس عيون ومايكرويف وغسالة اوتوماتيك وغسالة اطباق وليفة مواعين ناعمة ومكنسة (ربنا ما يحرمنى منها ابدا) وجاروف بايد وتكييف وديلفري...ده الديلفري ده عايز مقال شكر لوحده في انقاذ الست المصرية. عندنا عربيات ومواصلات اشكال والوان في كل مكان في مصر.
اللى كانوا عايشين في الريف كانوا بالمعنى الحرفي عايشين حياة بدائية...لا كهربا...ولا تسلية...ولا خروج...تقريبا ولا حاجة غير الشغل في الارض والست تربي العيال وتحافظ على البيت. شوفوا دلوقتي عايشين ازاي.
لا حقيقي احنا محظوظين برضه يا جماعة...انا شخصيا مش متخيلة اعيش من غير غسالة!!! هاغسل ملايات على ايدي ازاي بس؟ حد يديني فكرة! 
ومش عايزين ننسى ان البلد مرت بحروب...ربنا ينجينا من المصير ده...فكانت الدنيا كئيبة برضه بس علشان عدى زمن كبير محدش بيتكلم عنها...يمكن نسيوا كانت الحياة في البيوت ازاي الفترة دي.
فاحنا ممكن نتغاضى شوية (مش كتير - فضفضوا براحتكم برضه) عن سوء الواقع... عن مرارة العيش...عن ضيق ذات اليد المزمن وارتفاع الاسعار اللى ملوش قاعدة. ونبص لنفسنا...ما الشكوى مش هاتغير من الواقع شئ...هاتضيف له بس شوية ضيق تنفس...على شوية عكننة وسلبية...وحبة سخط! بس هايغير حاجة؟...ابدا :) 
عندي حل...اكتشف هواياتك...زمان كانوا بيشغلوا نفسهم بهوايات...وكانت بتسعدهم جدا....البنات كانت بتشتغل تريكو وكروشيه وتطريز وخياطة وبيرسموا ويجددوا في البيت بنفسهم...ويطبخوا....حاليا في مجالات اوسع للهوايات...زي صناعة الاكسسوار وطي الورق (اوريجامى - وهو فن عمل اشكال من الورق) وتعلم فنون المكياج والشعر...مجالات كتير وواسعة...مستحيل يكون في انسان بلا هوايات او اهتمامات! لو اهتمينا بالهوايات هانحس بشوية رضى عن نفسنا.
الرجالة مجالتهم اوسع وربنا يخلي القهوة وكفاية كده عن الموضوع ده علشان مش عايزة اتنرفز :))))
في نفس الوقت ممكن الست تشتغل من البيت وتزود الدخل بما ان الحالة المادية بتملى علينا حالتنا النفسية...ممكن تجيد اي هواية وتعمل صفحة على النت وتبيع منتجاتها...لو شاطرة في الحلويات تبيع الحلويات...او الاكل...او المعجنات...او الملابس...ولو عندها حس التجارة..تبيع اونلاين...ليه لا؟
وبرضه احنا في قمة الحظ ان النت مليان فيديوهات تعليم كل حاجة في جميع المجالات...خلاص مبقناش محتاجين طنط فلانة تيجي توريني اكتف الفرخة ازاي...ولا فلانة صاحبتي توريني الغرزة دي تتعمل ازاي...لا خلاص..كله يعتمد على نفسه وكل وسائل التعليم متاحة ومجانية.
الفسحة مش ضروري تكون مكلفة وغالية وفي مكان شيك...لو اتمشيتوا في وسط البلد او روكسي او اي شارع تجاري...هاتفرق نفسيا والله...لو خرجتي مع اصحابك رحتوا النادي...مش هايكلفك حاجة، خضرة واماكن واسعة لو معاكم اطفال وممكن تجيبي الاكل معاكي من البيت ويادوب هاتتكلفي بس ثمن تذكرة الدخول لو انتى مش عضوة. اللى عايز ينبسط هاينبسط حتى لو من غير ما يصرف حاجة.
ممكن تجيبي بازل (puzzle) وتجمعي الصورة مع اولادك...حاجة كبيرة كده اكتر من الف قطعة وتتفرش على السفرة وكل يوم اقعدوا ساعة كونوا فيها سوا...بتاخد ايام كتير على ما تخلص...مش هاتتخيلي كمية الحوار اللى هايدور بينك وبين اولادك في الفترة دي...ممكن في الاول يزهقوكي...بس اصبري عليهم وهاينبسطوا...وهي مفيدة اوي ليهم كمان...للذاكرة وترتيب الافكار والاولويات. انا شخصيا ليا ذكريات كتير جدا على ترابيزة السفرة مع بابا واختى والبازل :) وذكريات كتير جدا برضه مع لوحات الكانافات الصغيرة مع اختى وماما :)
احنا محتاجين نكون ذكريات حلوة عن حياتنا...نقدر نحكيها لاولادنا واحفادنا...محتاجين نفك رباط الساقية شوية ونشوف الحياة حوالينا...زمان كان بالهم رايق علشان سايبين كله على الله...احنا بنحسبها ولذلك نسبة الارق والتوتر غير عادية.
عيشوا النهاردة...كونوا ذكرياتكم مع اولادكم...اتصوروا كتير علشان تفتكروا اللحظات الحلوة.
يا بختنا :)

ريم اسامة

جروب المدونة على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/groups/329904227056535/

Tuesday 13 October 2015

شرط السعادة

دايما بنسمع ان السعادة قرار...بس صعب اوي الواحد يينفذ! رغم كل الحملات "السعيدة" على النت مع صورة مرحة ملونة وكلها اشراق واضواء ومظاهر التفاؤل وبالونة وحركات...تظل السعادة من اصعب الاهداف تحقيقا! ايوة السعادة هدف! امال احنا عايشين ليه!
الضغوط والالتزامات المادية والمسئوليات اللى مقيدة الواحد من رقبته بتسحب منه السعادة تدريجيا...لحد ما نوصل لمرحلة التعاسة حتى مع وجود الاسباب البديهية للسعادة !!
شعورنا بالسعادة بينقص ويضمحل ويتبقى لنا البوز والتكشيرة والاحباط...وطبعا في وجود شوية ناس بتوع الطاقة السلبية دول..لازم يضخوا سلبيتهم في وشك..امال يعنى هايحتفظوا بيها لنفسهم بس؟ هما بيموتوا في المشاركة والولولة! 
اولا ايه هي السعادة؟ هي حالة من الرضا والراحة والاستقرار النفسي واسترخاء العقل...وجزء من السعادة موجود في الشعور بالامان والاستقرار.
في السن الصغير وبداية سنوات الشباب...اقل القليل بيصدر عنه سعادة...شعورنا بالسعادة بيكون طاغي على كل شئ تقريبا...لو جبتي شراب جديد بتفرحي وفعلا تكونى في موود حلو...لو الولد غير حاجة في الكمبيوتر بتاعه ولا جاب بنطلون جديد بيعيش حالة كده من الرضا والانبساط معجونين سوا...لو خرج مع اصحابه وأكلوا ساندوتش طعمية على الرصيف بينبسط...لو البنت راحت لواحدة صاحبتها قعدوا في اوضة صغيرة وسمعوا موسيقى ودردشوا بتحس بسعادة...فيلم او مسرحية ممكن تعمل المعجزات..وكل ده ناتج عن عدم تحمل المسئولية وعدم تقدير الموقف جيدا...وسوء تقدير العواقب...وفراغ حقيبة المشاكل والمنغصات!
وكل ما الانسان يكبر الشعور ده بيكون صعب التحقيق...صعب الوصول لدرجة السعادة بتاعة زمان...ويبدا في تكرار اللي كان بيعجبه ويتفاجئ انه مبقاش يجيب نتيجة! لا الموسيقى بتغير الموود...ولا الخروج....ولا الهدوم الجديدة...ولا الاصحاب...ولا السفر! مفيش! ويرجعوا يقولوا "الواحد مبقاش زي زمان"..طبيعي...كل مرحلة وليها مفرداتها...حتى مفردات السعادة والانبساط بتختلف....البنت اللى كانت بتفرح بخروجة النادي بقت سعيدة جدا بقعدة البيت من غير دوشة...لسه هاتلبس وتنزل؟ لا خلينا في البيت نريح شوية ونروق دماغنا.
شروط السعادة مش محددة ولا معروفة...وبتختلف من انسان للتانى...من مرحلة عمرية للتانية...لما الواحد بيكبر بيكتشف ان سعادته محبوسة مع ناس تانية...اهله...اولاده...شريك الحياة....لو واحد منهم متضايق السعادة بكل اشكالها بتتبخر! لما زمان اهالينا كانوا بيقولوا "طالما انتوا مبسوطين يبقى احنا مبسوطين" كنا بنعتبرها نوع من المجاملات...بس فعلا...لما كبرنا وبقى عندنا اولاد....كفاية انهم واهالينا مبسوطين او في حال كويس...اي حاجة جنبهم بعد كده بتساوي صفر. 
وهنا يبدا الشقاء!
غالبا في واحد او اكتر من الاشخاص اللى بتستمد منهم طاقتنا الايجابية بيكون متضايق...او متخانق...او زعلان...او عيان...وتباعا احنا مش بنكون في كامل سعادتنا علشان ناقصة حتة...اصل مستحيل كل يوم سبع اشخاص يكونوا في موود حلو وحياتهم جميلة وكله ماشي تمام! وعلشان كده لما بنكبر مش بنكون في احسن حال نفسيا...وبنشيل هم غيرنا (الاهل والابناء) وبنخاف عليهم كلهم بعد ما كان كل همنا هو احنا شخصيا فقط لا غير! 
وبقى خوفنا من بكرة من فقدان اي من شروط سعادتنا ينغص علينا اللحظة...كل تجمع عائلي...كل عيد...كل مناسبة نتجمع فيها لازم يكون في خلفية التفكير "يا رب نفضل كاملين على طول ماننقص حد"...وده في حد ذاته بيسحب من رصيد سعادتنا.
ايه شروط السعادة؟ احنا اللى بنحط شروطها بنفسنا...في ناس بتحب العيلة....ناس بتحب الفلوس....الامتلاك...التسلط...المشاركة...الاصدقاء...الخ.
الواحد لو علق سعادته على اصحابه...هايعيش تعيس...لو علقها على فلوس...هايعيش مسروع عليها....لو على منصب هايموت بحسرته...لو عاش مستنى يفرح بكره، هايموت ومش هايدوقها...السعادة النهاردة ودلوقتي...اخرج وانبسط...قابل عيلتك وافرح بيهم....استمتعي باطفالك وهما صغيرين ماتنتظريش لما يكبروا علشان ترتاحي...افرح بكوباية الشاي المظبوطة...انبسطي بخلو ابناءك من الامراض المزمنة...بانك لسه على قيد الحياة وتقدر تكفًر عن اخطائك...تندم على ذنوبك...ان لسه عندك القدرة على العطاء والتضحية من اجل الاخرين....التضحية بتصفي النفس وتسمو بيها وبتريح البال والضمير.
ليس للسعادة شروط...السعادة هدف واستعداد! 
هل انت مستعد؟

ريم اسامة

جروب المدونة على الفيسبوك: 
https://www.facebook.com/groups/329904227056535/

Monday 5 October 2015

في الشتاء

الشتاء على الابواب...موسم السقعة والتكتكة...بس برضه موسم الهدوء والتأمل.
الصيف سريع وزحمة واصوات عالية وسفر كتير وبحر وعيال بتجري ليل نهار وسهر للصبح ونوم للضهر وايس كريم وعصير وحاجات ساقعة...الصيف هدوم خفيفة وبتتغير تلات اربع مرات في اليوم...الليل في الصيف هو الحياة...يحلى فيه الخروج والفسح والتمشية بعد غروب الشمس اللى بتلسوع.
في ناس بتموت في الصيف بالرغم من التلزيق والحر والعرق والرطوبة والاكل اللى بيبوظ بسرعة والحبسة في البيت في الاوضة ام تكييف...وكمان ريحة الناس!
يدخل علينا الشتا...تلاقي اعصاب الناس هديت كده شوية...يمكن الحر بيخلينا متعصبين جامد...الخريف احلى فصول السنة في بلدنا...جو جميل...مفيش رطوبة...ولا شبورة...ولا تراب...ولا مطر...ولا حر شديد...ولا برد قارص...ولا ضباب...الواحد بيحس انه عايش فعلا الوقت ده. الهدوم مش تقيلة ولا خفيفة...كل حاجة في فصل الخريف متوسطة ومعقولة. بس للاسف قصير اوي...ويجي الشتا بالوان الهدوم الغامقة التقيلة...والبطاطين والكلفتة بيها :)
الواحد بيحب يتفرج على محلات الخضار...كلها جميلة والوان كتير ومبهجة جدا...الواحد بيحس بالخير كده (على رأي بابا) 
الست في الشتا مش بتفقد اعصابها بسهولة...ببساطة الدنيا مش حر فبيكون عندها سماحة نفس تقف كتير وتلف في محشي وتقور بتنجان وتعمل صواني وتعمل حلو كمان....في الصيف محدش يطلب من الست حتى كوباية شاي! المطبخ بيغلي!!
مج النسكافيه او القهوة بتدي شعور بالبهجة والراحة...بتدفئ الوجدان...ريحة البطاطا في الفرن بتملى البيت دفئ وراحة نفسية...ريحة القرفة كمان بتدي الواحد احساس بالسعادة.
من اجمل ا لاماكن في الشتاء هي النادي مع الاهل...بابا على طول يقعد وضهره للشمس ويشرب سيجارة ببطئ ويشد كرسي جنبه لاي حد مننا...دايما بيقول "الواحد بيحس ان الشمس بتتخلل الجسم وتدفي العضم" :) بالرغم من افرع الشجر الفارغة من اي اوراق...بس احساس "الجنينة" بيكون لسه موجود :) الشمس الضعيفة الدافئة والخضرة والشجر الفارغ...ريحة القهوة او الشاي وسخونتها في اليد...التركيز في اي موضوع او مشكلة بيكون اسهل واريح في الوضع ده....او التامل والاسترخاء...او اي مناقشة او دردشة بتحلى...لو محدش بيعمل كده...لازم تجرب...هاتنبسط :) 

خدي جوزك واولادك واخرجوا في نهار الشتاء...مش هاترجعي قرفانة من عيشتك من الحر ولا زهقانة من الرطوبة ولا الاولاد هايشتكوا من العطش المستمر...في اخر الخروجة اتغدوا بره...هايرجعوا على النوم على طول...ماهم مش عايزين حاجة تاني خلاص...الحر دايما بيكون معاه طلبات كتير اوي للعيال من كتر ماهم زهقانين من الجو بس مش عارفين يعبروا عن نفسهم فبيطلبوا اي حاجة يمكن تسليهم ويتلهوا فيها.
في الشتا الواحد بيحس انه انسان طبيعي...هادئ الى حد كبير...كسلان شوية...عنده مرونة...سعة صدر...استعداد للمناقشات البسيطة...حب للطبيعة....حزن طفيف!!
للاسف الشتا بالرغم من جمالة وراحته وعذوبته...ولكن في حزن معلق...محدش عارف مصدره ولا سببه...ولكنه اكيد موجود!
احتمال بسبب موسم دخول المدارس وهدوء الشوارع بالليل...او برودة الجو وطول الوقت في البيوت بيسحب من الناس انطلاقها...وبيتم ترجمة الشعور الخفي ده انه "اكتئاب الشتاء"...هو مش اكتئاب....هو سكون بعد حفلة الصيف! وعلشان الناس بتكسل تخرج وتشوف بعض..او بسبب قصر النهار وطول ساعات الليل...معرفش بالظبط السبب...
لو حد عرف يقولي :)

ريم اسامة 
جروب المدونة على الفيسبوك: https://www.facebook.com/groups/329904227056535/