Friday 27 March 2020

عادى

عادى!
دي اجابة اسألة كتير زي "الزي الصحة؟" - "اخبارك ايه؟" - "اولادك عاملين ايه؟" - "يا ترى مامتك عاملة ايه؟"
كلمة "عادي" بقت امنية حاليا في ظل ظروف الوباء المنتشر!!
ربنا يعافينا يا رب
لكن بقينا نتمنى العادى...الواحد خايف...مرعوب الحقيقة...مش على نفسه...لكن على اولاده واهله
النهاردة فكيت الحظر عن نفسي ونزلت اشتري حاجات محتاجها البيت وقلت مش قادرة ماشوفش امى اكتر من كده...رحت لها...ماما حبيبتي قدام عيني ومش قادرة ابوسها واحضنها...حضنها اللى كان شئ مسلم بيه و"عادي" موجود اي وقت 
زعلت والله فعلا...خفت اقرب منها لايكون في عليا حاجة من المحلات اللى دخلتها...قعدت بعيد عنها ومشيت بسرعة
العادى اللى كنا (ومازلنا) ننعم به....نعمة كبيرة مكناش مقدرين حجمها
كان عادى انزل الشغل...عادى ادخل السوبر ماركت واسحب عربية تسوق...عادي جداااااا اخد اي واحدة صاحبتي بالحضن...وطبيعي اركب باص الشغل من غير ما افكر
طبيعي اروح الشغل اصلا!!! كل واحد فينا مش طايق شغله...اطمن انت انسان طبيعي...لكن تقعد منه بالاجبار شئ مخيف!
شئ بديهي اول ما ارجع من برة ابوس اولادى...مفيش مشكلة اسلم على الشارع كله....فكرة ان طلبات الحياة تمشي على قد الفلوس اللى بتدخل البيت.. فكرة عادية...ما كل الناس كده....دلوقتي خايفين من الفلوس ويا ترى هاتكفى كل المطلوب في الظروف الراهنة؟ بنصرف فلوس كتير على المطهرات وخزين اضافي وكمامات وكحول وخلافه.
كان عادى ننضف بكلور او ديتول او فنيك او اي حاجة تعمل ريحة نضافة...لا...دلوقتي بندور على حاجات معينة ونخفف منها في بخاخات ونرش ونمسح ونعقم..كل شوية! 
سبحان الله...حاجة غير مرئية اطلاقا تعمل فينا كده
ولذلك لازم نقدًر "العادى" اللى معانا دلوقتي
اصحابنا على بعد مكالمة تليفون...اهالينا نفس الموضوع
لسه قادرين نضحك في وسط كل الخوف ده والارقام المتزايدة من المصابين والضحايا
العادى حاليا اننا قاعدين في بيوتنا...بيوت فيها كهرباء ومياة وغاز واكل وشرب وادوية للطوارئ وتليفون وانترنت وتليفزيون...في غيرنا مش لاقي اي حاجة من دي...في ناس غصب عنها نازلة وسط المخاوف والعدوى علشان رزقها يومي...لو منزلش يوم معناه مفيش فلوس اليوم ده! 
احنا لسه بننعم "بالعادى"...بيت ومرتب واكل واهل واطفال شبعانة تحت سقف آمن...عندنا اكل اسبوع قدام على الاقل...اطفالنا مش هاتجوع لو منزلناش من البيت...امن حياتنا غير مهدد الحمد لله وفي استطاعتنا نقعد في البيت حاليا نحمى نفسنا واهلنا من العدوى....ولو نزلنا من البيت نقدر نشتري كمامات او مطهرات...في غيرنا مش معاهم ثمن رفاهية الكمامة او المطهر...بيكتفى بغسل الايدي...ثمن الكمامة يجيب بيه كام رغيف لبيته.
الحمد لله يا رب...الحمد لله على نعمة العادى وغير العادى...الحمد لله على الرخاء ونعمة البيت
ربنا ما يحرمنا من اي "عادى" في حياتنا

ريم اسامة 

لينك المدونة على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/groups/329904227056535/