Sunday 27 July 2014

الجونينة في العيد

العيد فرحة - حقيقة علمية!
بس الفرحة زائد الاستعداد للاحتفال مع عدم ادراك المعنى الحقيقي للحريات بيقلب بكارثة انسانية!
في العيد بنواجه مصايب...كل واحد يجيب لابنه كيس كبير حلو كده بمب! ودلوقتي في العاب نارية (او قتالية) بتتباع على النواصي كتير جدا...العيل من دول يقف على كرسي في البلكونة ويبدأ الانزال الجوي...ولا بيفرق مع اهل العيل مين معدي...ولا عين  طفل تانى تروح من الزلط اللى بيطلع زي الشظايا من البمب...ولا حتى ابنهم بيحدف على سقف عربيات و في بلكونات تانية ولا لا...ومحدش فيهم بيهتم حتى يفهمه يحدف فين وازاي..هما بيسيبوه يفرقع ويضحك ويغذّى ميوله العدوانية ..عيد بقى!
شوية عيال ثانوي وجامعة ياخدوا عربية ام حد فيهم ويلفوا في الشوارع لحد ما يستقر بهم المطاف عند اي كشك على اي ناصية...وهنا تبدا المشكلة...صوت الموسيقى عااااااااااالي جدا...ضحك هستيري على اي حاجة (عيد يا جماعة) وهزار بالشتايم...محدش بيفكر ان الناس في البيوت ملهمش ذنب يسمعوا القذارة دي...ولا ان حد  عايز ينام او في اطفال مش عارفة تكمل نوم...هما فرحانين بالعيد وبيطرقعوا في العيدية عند الكشك...وصاحب الكشك عمره ما هايعترض لانهم ببساطة هايروحوا مكان تانى يصرفوا العيدية فيه.
فكرة الخروج من البيت في العيد هي فكرة انتحارية...التحرش بقى موضة...طالعين من صيام بقى وعايزين يفطروا! حاجة سافلة حقيقي...الاولاد بيجوبوا الشوارع زي الحلاليف بالظبط...مستنيين طرف فستان يعدي الشارع علشان يهجموا عليها...واضعف الايمان البنت ولا الست اللى في حالها تسمع شوية كلام مستحيل تتخيله حتى في كوابيسها! وكل واحد يزود السفالة علشان يتمنظروا قدام بعض بالشجاعة والجرأة والانحطاط...وبيوصل القرف ده لحد مد الايد كمان على الستات المساكين! هوا في عيد وحر في بؤه يقول بيه اللى هوا عايزه ويمد ايده على اي حاجة هوا اختارها...ونعم الحرية والتربية! 
 ومن المظاهر الحضارية في العيد الحدائق والجناين...او زي ما بيقولوا "الحديئة والجونينة"...البنت تضرب الحتة الزفرة...بلوزة فوشيا بترتر على بنطلون محزق اصفر بحزام دهبي وطارحة مخبية فيها اخوها الصغيرة سودا (متفهموش ليه دايما الطرحة بتكون سودا) وصندل بكعب صوابعها باظة منه وضوافرها مكسرة وحقيرة جدا....وشنطة "فيرنيه" اي لون غبي....وخمسة كيلو معجون تأثيث حوائط على وشها مع شوية الوان جواش لزوم "الشوياكة والألاجة"...تمشي تتأمع في الشارع ولا مارلين مونرو في زمنها....والولد يلبس عادي بنطلون وتيشيرت او قميص (بس بيبان انه في عيد من شعره...يا طويل وملزق وزي ما يكون حتة واحدة ناشفة كده...او سبايكي وعليه تمانية كيلو جيل لمَيع) وكل ولد ياخد البنت تبعه ويروحوا اي جنينة عامة  ويا حبذا لو كان في حي راقي....زي الحديقة الدولية او حديقة الطفل او جنينة المطار او الاورمان...الشباب دول معندهمش فكرة ان النبات كائن حي! بيتعاملوا مع الزرع نفس معاملة رصيف المحطة! والورد سيئ الحظ بيتقطف كله علشان حموكشة يدي لحلاوتهم حاجة ببلاش دليل حبة الافلاطوني!
العائلات برضه بتروح الجونينة...يضربوا حلة المحشي او علبة رنجة وبطارخ وملوحة مع حفنة بصل لا بأس بها ورصة عيش...او حلة مكرونة وفراخ...او ممبار وطرب...وياكلوا في ظل الاشجار الوارفة ويحدفوا الزبالة جنب الشجرة اللى بعد اللى بعديهم ويجي ميعاد القيلولة...اشكال مؤذية للبصر والانف وكل حاجة! وبعد ما يصحوا من النوم يبدا الشو الحقيقي...لب وترمس وتفتفة في الارض وعلى الحشيش...جري ورا بعض بفرع شجرة! او يفرقعوا صواريخ في قفا بعض....او يتسلوا على سكان الحي! ولازم تلاقي شلة منهم متلئحة في مدخل اي عمارة شيك بالمنطقة...حرية شخصية...الشارع ملك الحكومة ورصيف العمارة ملكية عامة!! مش هاننسى طبعا الحفلة الجماعية لتجريح العربيات الغالية!
على فكرة انا مش ضد ان الناس تفرح ولا ان الطبقات البسيطة في المجتمع تنبسط في العيد...ولا حتى بهاجم انهم بيروحوا مناطق مش بتاعته...والله ابدا...ولكن سلوكهم في المناطق دي بيكون غريب جدا وعدوانى....وميولهم للتخريب بيكون اعلى من الاحتفال بالعيد!
سبب كل ده الفهم الخاطئ للحرية...حرية الشخص حدودها حرية الاخرين...كل واحد يسمع اللى على كيفه هوا حر ولكن مايفرضش على غيره يسمع! كل واحد حر يتفسح في اي مكان مهما كان...ولكن مش من حقه يرمي زبالته عند ناس تانية! الحرية وحدودها شئ واحد لا يتجزأ ولا ناخد حتة ونسيب الباقي.
عيد سعيد عليكوا في البيت في حضن علبة الكحك :)

ريم اسامة

https://www.facebook.com/groups/329904227056535/

Sunday 20 July 2014

مرات القهوجي

القهوجي...زمان كانت وظيفة...حاليا  بقت صفة! القهوجي هو البيه اللاجئ في القهوة على طول.
وبالتالي مراته ممكن تحمل لقب "مرات القهوجي"!!
القهوة هي الملاذ والملجئ...فاكرين لعبة الاستغماية؟ نجري ونلمس الامة ونقول "امَمممة!" (بضم الالف)...اهي القهوة تعتبر "امة" الراجل!  اي وقت فاضي تلاقيه هناك...ولو مش في القهوة فهو بيخطط لنزول القهوة...اليوم كله بيدور حول الوصول للامه!


 احنا (الستات) نتمنى يكون لنا قهوة...اقسم بالله ما هاتشوفوا وشنا في البيت ابدا!!! يا بختكوا...يا بخت كل القهوجية...فيها الاصحاب.....قعدة في الشارع بلا حيطان...ناس ماشية وحركة لا نهائية...تليفزيون...ينده يجي له المشروب او الاكل لحد عنده...ويتأمر براحته...بفلوسه بقى! مش بينكد على الراجل حاجة غير التليفون بتاع "انت فين؟ جاي امتى؟" بتاع المدام الكئيبة (من وجه نظره)

هانتبنى جانب الافندي بتاع القهوة وبعد كده المدام بتاعته.
اولا الراجل....هو متخيل ان القهوة دي اصلا مش خروجة (زي ما قلت في مقال سابق بعنوان "هيا القهوة دي خروجة؟؟)...طيب احب اوجه سؤالي للرجال...لو هيا مش خروجة...بتخرجها ليه؟!! وعند مواجهة الراجل بالسؤال ده قالي "علشان نفصل!"  وقالي مكتوب في كتاب عنوانه "ابيض واسود" ان الراجل مابيحسش برجولته غير على القهوة....يقزقز لب ويتف في الارض براحته محدش يقوله "ايه القرف ده انا لسه منضفة" وينده ويتأمر "شااااي" يجي الشاي سخن وجنبه ورق النعناع...ولو كان شاي فتلة يطوح الفتلة في اي مصيبة...بفلوسه....هوا حر! انما في البيت الهانم مراته مش بتسمح له يمارس عشوائيته براحته! ست خنقة!
بينفخ مع دخان الشيشة همه..اللى الست غالبا بتكون جزء اساسي منه. على القهوة بيكون النقاش السياسي...النقاش الكروي...النقاش الاجتماعي...الاقتصادي...وسيرة الناس!
الست بقى: الست بتوصل لمرحلة ان كلمة "انا نازل شوية" بتركبها الف عفريت...وكل الجمل المحفوظة المقترنة بالقهوة بتجيب لها حموضة مع ارتجاع خفيف...زي الجمل بتاعة "نص وراجع"...."مش هاتاخر"...."العيال شكلهم هايناموا خلاص...انتى لو حطتيهم في السرير هايناموا في ثانية" (طبعا بقايا الضمير اللى جواه بيقنعه بالكدبة دي)....او يقولها "ده انا رايح هاقعد لوحدي!!" ... يابختك!
في جملة بقى مستفزززززززة لازم ولابد تتقال...وهي : عايزة حاجة من تحت؟....الراجل متخيل ان عرض خدمات جلالته انه يشتري لها باتنين جنيه فينو يساوي نزولة القهوة وكده واحدة قصاد واحدة. يجيب لها العيش وهوا يروح المخروبة...هيا كده خدت حقها!
على فكرة....الست احيان كتير بتطلب منك تجيب اي حاجة معاك مش علشان هيا فعلا محتاجاها...لا...بس علشان تقرفك...تلطعك في اي محل او فرن....او زي ما بيقولوا "هيا بتاخد بالباقي لبان"...زي ما بتسيبها تتفلق في البيت...هيا هاتقرفك في المحلات كل ليلة.

بس يا ريت بفايدة....لازم الراجل بيجيب حاجة غلط...او بينسى من اساسه....او يقولها "ملقتش ركنة"..."مكنش عنده فكة فقلت اجيب بعدين"....الفاكهة سيئة جدا عنده"....او "العيش مكنش لسه طلع من الفرن!" اي كلام اهبل وخلاص يبرر به التقصير...اصله لو قال انه نسي الست كفيلة انها ترص له نسي ايه طول فترة جوازهم (والخطوبة لو جالها مزاج)
مرات القهوجي دايما عصبية...تمتاز بالتقرب الى الله لانها على طول بتقول جملتين: حسبي الله ونعم الوكيل....صبرني يا رب!!!...ست مؤمنة حقيقي!
مدام القهوجي على قناعة تامة ان جوزها عايش في مياة الجبنة! لا حاسس بيها ولا حاسس بالعيال ولا شايف انهم محتاجين لوجوده في حاجة. واسهل جملة تتقال عند اعتراضها انه بينزل كتير هي: وانتوا عايزين تعملوا بيا ايه؟ ... او يقولها "اه..انتى عايزاني اقعد بالعيال وانتى تعملي اللى على مزاجك"...على فكرة مش عيب! العيال مش جايين هدية على طقم الصيني اللى امها اشترته في الجهاز..دول عيالك!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الراجل مقتنع انه بيقعد ساعة فقط في اليوم على القهوة....على فكرة الراجل بيحسب الساعة دي من اول ما يجي له المشروب او الشيشة لحد ما يخلصهم...انما الطريق رايح وجاي والركنة والرغي مع اصحابه والحساب...كل ده بره المعادلة...هوا بيشرب الشيشة او المشروب في ساعة....دي حساباته بقى! اعترضي لو عايزة...اتفلقي...هيا دي الساعة ولو مش عاجبك....هاتلاقي حيطة تخينة كده في الصالة...ارزعي دماغك فيها!
يا مدام القهوجي....معلش....لما عيالك يكبروا هايكون لك مساحة تعملي فيها اللى انتى عايزاه...بس يبقى يعترض البيه....انا متاكدة ان افكارك شريرة اكتر منى وهاتعرفي تنتقمي لنفسك!

ربنا يقدرنا على فعل الخير

ريم اسامة