دايما بنسمع ان السعادة قرار...بس صعب اوي الواحد يينفذ! رغم كل الحملات "السعيدة" على النت مع صورة مرحة ملونة وكلها اشراق واضواء ومظاهر التفاؤل وبالونة وحركات...تظل السعادة من اصعب الاهداف تحقيقا! ايوة السعادة هدف! امال احنا عايشين ليه!
الضغوط والالتزامات المادية والمسئوليات اللى مقيدة الواحد من رقبته بتسحب منه السعادة تدريجيا...لحد ما نوصل لمرحلة التعاسة حتى مع وجود الاسباب البديهية للسعادة !!
شعورنا بالسعادة بينقص ويضمحل ويتبقى لنا البوز والتكشيرة والاحباط...وطبعا في وجود شوية ناس بتوع الطاقة السلبية دول..لازم يضخوا سلبيتهم في وشك..امال يعنى هايحتفظوا بيها لنفسهم بس؟ هما بيموتوا في المشاركة والولولة!
اولا ايه هي السعادة؟ هي حالة من الرضا والراحة والاستقرار النفسي واسترخاء العقل...وجزء من السعادة موجود في الشعور بالامان والاستقرار.
في السن الصغير وبداية سنوات الشباب...اقل القليل بيصدر عنه سعادة...شعورنا بالسعادة بيكون طاغي على كل شئ تقريبا...لو جبتي شراب جديد بتفرحي وفعلا تكونى في موود حلو...لو الولد غير حاجة في الكمبيوتر بتاعه ولا جاب بنطلون جديد بيعيش حالة كده من الرضا والانبساط معجونين سوا...لو خرج مع اصحابه وأكلوا ساندوتش طعمية على الرصيف بينبسط...لو البنت راحت لواحدة صاحبتها قعدوا في اوضة صغيرة وسمعوا موسيقى ودردشوا بتحس بسعادة...فيلم او مسرحية ممكن تعمل المعجزات..وكل ده ناتج عن عدم تحمل المسئولية وعدم تقدير الموقف جيدا...وسوء تقدير العواقب...وفراغ حقيبة المشاكل والمنغصات!
وكل ما الانسان يكبر الشعور ده بيكون صعب التحقيق...صعب الوصول لدرجة السعادة بتاعة زمان...ويبدا في تكرار اللي كان بيعجبه ويتفاجئ انه مبقاش يجيب نتيجة! لا الموسيقى بتغير الموود...ولا الخروج....ولا الهدوم الجديدة...ولا الاصحاب...ولا السفر! مفيش! ويرجعوا يقولوا "الواحد مبقاش زي زمان"..طبيعي...كل مرحلة وليها مفرداتها...حتى مفردات السعادة والانبساط بتختلف....البنت اللى كانت بتفرح بخروجة النادي بقت سعيدة جدا بقعدة البيت من غير دوشة...لسه هاتلبس وتنزل؟ لا خلينا في البيت نريح شوية ونروق دماغنا.
شروط السعادة مش محددة ولا معروفة...وبتختلف من انسان للتانى...من مرحلة عمرية للتانية...لما الواحد بيكبر بيكتشف ان سعادته محبوسة مع ناس تانية...اهله...اولاده...شريك الحياة....لو واحد منهم متضايق السعادة بكل اشكالها بتتبخر! لما زمان اهالينا كانوا بيقولوا "طالما انتوا مبسوطين يبقى احنا مبسوطين" كنا بنعتبرها نوع من المجاملات...بس فعلا...لما كبرنا وبقى عندنا اولاد....كفاية انهم واهالينا مبسوطين او في حال كويس...اي حاجة جنبهم بعد كده بتساوي صفر.
وهنا يبدا الشقاء!
غالبا في واحد او اكتر من الاشخاص اللى بتستمد منهم طاقتنا الايجابية بيكون متضايق...او متخانق...او زعلان...او عيان...وتباعا احنا مش بنكون في كامل سعادتنا علشان ناقصة حتة...اصل مستحيل كل يوم سبع اشخاص يكونوا في موود حلو وحياتهم جميلة وكله ماشي تمام! وعلشان كده لما بنكبر مش بنكون في احسن حال نفسيا...وبنشيل هم غيرنا (الاهل والابناء) وبنخاف عليهم كلهم بعد ما كان كل همنا هو احنا شخصيا فقط لا غير!
وبقى خوفنا من بكرة من فقدان اي من شروط سعادتنا ينغص علينا اللحظة...كل تجمع عائلي...كل عيد...كل مناسبة نتجمع فيها لازم يكون في خلفية التفكير "يا رب نفضل كاملين على طول ماننقص حد"...وده في حد ذاته بيسحب من رصيد سعادتنا.
ايه شروط السعادة؟ احنا اللى بنحط شروطها بنفسنا...في ناس بتحب العيلة....ناس بتحب الفلوس....الامتلاك...التسلط...المشاركة...الاصدقاء...الخ.
الواحد لو علق سعادته على اصحابه...هايعيش تعيس...لو علقها على فلوس...هايعيش مسروع عليها....لو على منصب هايموت بحسرته...لو عاش مستنى يفرح بكره، هايموت ومش هايدوقها...السعادة النهاردة ودلوقتي...اخرج وانبسط...قابل عيلتك وافرح بيهم....استمتعي باطفالك وهما صغيرين ماتنتظريش لما يكبروا علشان ترتاحي...افرح بكوباية الشاي المظبوطة...انبسطي بخلو ابناءك من الامراض المزمنة...بانك لسه على قيد الحياة وتقدر تكفًر عن اخطائك...تندم على ذنوبك...ان لسه عندك القدرة على العطاء والتضحية من اجل الاخرين....التضحية بتصفي النفس وتسمو بيها وبتريح البال والضمير.
ليس للسعادة شروط...السعادة هدف واستعداد!
هل انت مستعد؟
ريم اسامة
جروب المدونة على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/groups/329904227056535/
No comments:
Post a Comment