مش هاقول ظاهرة جديدة..ولا ظاهرة اصلا. هو واقع قديم جدا...متهيالى الفراعنه عملوا المعابد علشان مش عايزين يتكلموا مع زوجاتهم!!
تلاقي اي اتنين مخطوبين بيرغوا رغي فظيع في التليفونات...بتاع سبع مكالمات في اليوم...شغل "طمنيني لما تروحي"..."طمنى لما توصل شغلك" وياه بقى لو حد فيهم نسي او اتاخر...الطرف الاخر يمثل الخضة وانه كان لسه هايلبس علشان ينزل يدور عليها! محدش يستغرب كلكم مريتوا بالمرحلة الملزقة دي.
ويتجوزوا...الصمت!!
هوا الصمت بيجي كده...لوحده...ومش بيكون استعداد على فكرة خالص كمان...بس هوا الصمت والجواز بييجوا ايدهم في ايد بعض. انا مش هاتكلم عن الاسباب ولا الحلول ولا اي حاجة...انا فقط هارصد الظاهرة التاريخية دي :)
كنت مع صديقتي (مامة بيبو) وبنتكلم في الموضوع ده وسردنا تاريخ الصمت وقلت انقل لكم الكلام
كنا بنقول امال قبل الموبايل كان الراجل بيتنح في ايه؟؟
زمان قبل عهد الموبايل والتليفزيون...كان الجرنال ...وكان الجرنال له عظيم الاحترام وقتها. الراجل واخده تحت باطه في كل حتة وفي كل الاوقات...ومحدش ياخده من جنبه...اول ما يصحى يدور عليه...بعد الغدا يبص فيه...وقبل ما ينام "يفرَه" من اوله لاخره يمكن فاته حاجة او يقرا مقال دسم كان سايبه يحلي بيه قبل النوم. الست كانت بتشتغل كروشيه وكانافا وبتخيط وبتنضف وبتغسل وبتزعق للعيال الخ الخ الخ (زي ما احنا متغيرناش)
والتطور الطبيعي ان بقى فيه راديو...الراجل ماسك الجرنال وجنب الراديو والست جنبه بتشتغل تريكو وكروشيه...ويسهروا في صمت جنب الراديو على صوت حفل ام كلثوم او مسرحية اذاعية.
وظهر التليفزيون...او خرَاب البيوت زي ما كانوا بيقولوا عليه....الراجل مربع في مكانه المقدس على الكنبة (المكان المقدس ده بيكون في سنتر التليفزيون بالظبط اكنه في سينما) وجنبه الريموت ومحدش يلمسه...وباقي العيلة في صمت متابعة اي حاجة قرر الاب انه يتفرج عليها ...كورة بقى ولا اخبار ولا مسلسل ولا اي حاجة...هو مش عايز وش حواليه واللى عايز يرغي او يعمل دوشة يدخل جوا. وهو تلفزيون واحد له كثير من التقدير وغلاوته من غلاوة العيال بالظبط. وقبل النوم الجرنال برضه. والست ياعيني لسه بتشتغل بلوفرات محدش بيلبسها وطواقي بتترمي في درج الشرابات!
واخيرا بعد فترة كبيرة ظهر الاتاري...كان الراجل الشحط الطويل العريض ابو شنب يمسك الjoystick ..او الدراع ابو سلك ده ويلعب طول النهار...متنح وخناق شغال في الخلفية علشان الست عايزة المسلسل بتاعة الساعة سبعة وهو عايز يكسب الجيم ده.
الكمبيوتر...بقى الكمبيوتر سبب خراب البيوت..مع ان مكنش في انترنت...برضه لعب...وكان بيتنافس مع اصحابه مين كمل levels اكتر واعلى.
وظهر الموبايل...الناس كلها كانت مبهورة بالحديدة دي وامكانياتها المحدودة للغاية (مقارنة باللى بعد كده) وبقت حياتنا كلها عبارة عن رنات من اصحابنا واحنا نرن لهم...ونزعل اوي اننا "اديت نهى ميسد ومردتش عليا! بخيلة!! هيا بفلوس يعنى؟" ورسائل ام جنيه ونص بحالهم ونرغي بالرسائل دي!! كانتت فلوسنا كلها طايرة على الموبايل وكل ده واحنا ساكتين بنكتب رسائل ونستقبل رسائل في صمت. وبعد ظهور ال smart phones اصبح هو الادمان الجديد والكلام بقى يضايقنا علشان هايشتت تركيزنا بعيد عن الحديدة.
الصمت مالوش سبب...ولا مثلا اختفاء الموبايلات هايخلي الرجالة تتكلم تانى...الصمت بيكون من الطرفين بس هو شديد اوي من طرف الراجل..الراجل بيكره يتكلم مع اهل بيته لاسباب ربنا وحده يعلمها..لو اتبحبح شوية مع مراته بكلمتين بيجي له كرشة نفسه يحس ان هايحصل مشاكل بعدها او انها هاتمسك التليفون تتصل بامها واختها وبنت خالتها هناء تحكي لهم جوزها قالها ايه.
كل راجل متاُثر جدا بسلوك والدته زمان....ايام التليفون ابو قرص وسلك...لما كان بعد الضهر هو فقرة التليفونات...حتى لو مفيش اي حاجة جديدة تتقال...برضه مكالمات بعد الضهر شغالة يسمعوا الكلام مكرر لتالت مرة عادي.
حاليا بقت المكالمات قليلة...بقت الزيارات نادرة...التجمعات بقت على جروب على الواتساب...الضحك بقى حروف مكتوبة...المعايدات بقت صور بتتبعت لبعض.
الصمت زمان كان في البيوت فقط ولكن حاليا الحياة كلها بقت صامتة...حتى لو خرجنا مع اصحابنا ...برضه ساكتين علشان بنبص في الحديدة اللى في ايدنا.
الصمت الزوجي مقبول الى حد ما (ماهو هانقول ايه صحيح برضه كل يوم كل يوم...مفيش تقريبا)....بس بلاش الصمت يمتد لكل اوقاتنا مع كل الناس في الفرح والحزن والزهق.
الصمت بيولد الجمود.
ريم اسامة
جروب المدونة على الفيسبوك: https://www.facebook.com/groups/329904227056535/
والتطور الطبيعي ان بقى فيه راديو...الراجل ماسك الجرنال وجنب الراديو والست جنبه بتشتغل تريكو وكروشيه...ويسهروا في صمت جنب الراديو على صوت حفل ام كلثوم او مسرحية اذاعية.
وظهر التليفزيون...او خرَاب البيوت زي ما كانوا بيقولوا عليه....الراجل مربع في مكانه المقدس على الكنبة (المكان المقدس ده بيكون في سنتر التليفزيون بالظبط اكنه في سينما) وجنبه الريموت ومحدش يلمسه...وباقي العيلة في صمت متابعة اي حاجة قرر الاب انه يتفرج عليها ...كورة بقى ولا اخبار ولا مسلسل ولا اي حاجة...هو مش عايز وش حواليه واللى عايز يرغي او يعمل دوشة يدخل جوا. وهو تلفزيون واحد له كثير من التقدير وغلاوته من غلاوة العيال بالظبط. وقبل النوم الجرنال برضه. والست ياعيني لسه بتشتغل بلوفرات محدش بيلبسها وطواقي بتترمي في درج الشرابات!
واخيرا بعد فترة كبيرة ظهر الاتاري...كان الراجل الشحط الطويل العريض ابو شنب يمسك الjoystick ..او الدراع ابو سلك ده ويلعب طول النهار...متنح وخناق شغال في الخلفية علشان الست عايزة المسلسل بتاعة الساعة سبعة وهو عايز يكسب الجيم ده.
الكمبيوتر...بقى الكمبيوتر سبب خراب البيوت..مع ان مكنش في انترنت...برضه لعب...وكان بيتنافس مع اصحابه مين كمل levels اكتر واعلى.
وظهر الدش...مأساااااه في كل بيت...الصمت بقى الطبيعى...هايتكلموا ليه؟ ماهو كل حاجة قدامهم ومبهرة و24 ساعة (مش زي المرحلة السابقة التلفزيون يقفل منتصف الليل)...واغانى ومسلسلات وافلام ورا بعض ورا بعض...مفيش وقت للكلام حضرتك!! هما بقوا يتكلموا في الفاصل الاعلانى..ده لو بيتخانقوا بيسكتوا فقرة العرض ويكملوا في الفاصل الاعلانى!! ورجالة هبلة كتير بقت تذل ستاتها انهم مش زي البنات اللى بتغني او بيطلعوا في الدش! الجرايد بقى طلعت بمقالات عن الخطر الموجه لكل افراد الاسرة...التليفزيون يهدم الترابط...القنوات الفضائية تخرب البيوت وتزيد نسبة الطلاق...الخ من العناوين التافهة. بس ماهو الصمت اصلا موجود تفرق ايه صمت للجرنال او للتليفزيون؟ اهو كله صمت!!
وظهر النت!!! هنا كل البيوت اعتبرت باقي اعضاءها شهداء. وحقيقي فعلا في بيوت خربت بسببه...الكلام بقى في الصوابع على الكيبورد..ربنا خلق لنا "بؤ" علشان نشرب وناكل فقط! ياما خروجات اتلغت علشان القعدة على النت دي...وناس خسروا بعض بسبب المقالب على النت خصوصا مع ظهور مواقع التشات (الدردشة). ورجالة كتير جدا جدا جداااااااا لجأوا لها بسبب كرههم للعيشة مع زوجاتهم او هروب من روتين الحياة ومللها...بس كتير منهم خربوا الدنيا خالص بغباء.وظهر الموبايل...الناس كلها كانت مبهورة بالحديدة دي وامكانياتها المحدودة للغاية (مقارنة باللى بعد كده) وبقت حياتنا كلها عبارة عن رنات من اصحابنا واحنا نرن لهم...ونزعل اوي اننا "اديت نهى ميسد ومردتش عليا! بخيلة!! هيا بفلوس يعنى؟" ورسائل ام جنيه ونص بحالهم ونرغي بالرسائل دي!! كانتت فلوسنا كلها طايرة على الموبايل وكل ده واحنا ساكتين بنكتب رسائل ونستقبل رسائل في صمت. وبعد ظهور ال smart phones اصبح هو الادمان الجديد والكلام بقى يضايقنا علشان هايشتت تركيزنا بعيد عن الحديدة.
الصمت مالوش سبب...ولا مثلا اختفاء الموبايلات هايخلي الرجالة تتكلم تانى...الصمت بيكون من الطرفين بس هو شديد اوي من طرف الراجل..الراجل بيكره يتكلم مع اهل بيته لاسباب ربنا وحده يعلمها..لو اتبحبح شوية مع مراته بكلمتين بيجي له كرشة نفسه يحس ان هايحصل مشاكل بعدها او انها هاتمسك التليفون تتصل بامها واختها وبنت خالتها هناء تحكي لهم جوزها قالها ايه.
كل راجل متاُثر جدا بسلوك والدته زمان....ايام التليفون ابو قرص وسلك...لما كان بعد الضهر هو فقرة التليفونات...حتى لو مفيش اي حاجة جديدة تتقال...برضه مكالمات بعد الضهر شغالة يسمعوا الكلام مكرر لتالت مرة عادي.
حاليا بقت المكالمات قليلة...بقت الزيارات نادرة...التجمعات بقت على جروب على الواتساب...الضحك بقى حروف مكتوبة...المعايدات بقت صور بتتبعت لبعض.
الصمت زمان كان في البيوت فقط ولكن حاليا الحياة كلها بقت صامتة...حتى لو خرجنا مع اصحابنا ...برضه ساكتين علشان بنبص في الحديدة اللى في ايدنا.
الصمت الزوجي مقبول الى حد ما (ماهو هانقول ايه صحيح برضه كل يوم كل يوم...مفيش تقريبا)....بس بلاش الصمت يمتد لكل اوقاتنا مع كل الناس في الفرح والحزن والزهق.
الصمت بيولد الجمود.
ريم اسامة
جروب المدونة على الفيسبوك: https://www.facebook.com/groups/329904227056535/
وجعتي قلبي
ReplyDelete