Sunday, 12 April 2020

الوقت

مع الازمة الحالية (فايروس كورونا) وكلنا في البيت وكل اللى بيشتغلوا قعدوا برضه في البيت (او على اسوأ تقدير بيشتغلوا جزء من الاسبوع)..اكتشفت ان عندي مشكلة كبيرة...مكنتش ملاحظاها قبل كده!
دايما كل يوم (الايام العادية قبل الفايروس) بيكون في خطة للوقت...علشان اليوم يكفي اعمل كل اللى انا عايزاه...اروح الشغل وانجز شغلي وارجع البيت وانجز شغل البيت ومذاكرة الاولاد والتمارين ومشاوير البيت ومشاويري الخاصة وفي نفس الوقت كنت دايما (ومازلت) احرص على ممارسة هواياتي الكتير - لان الهوايات هى الحاجة الوحيدة اللى بتخليني في حالة من التوازن.
حاليا...مع وجود الوفرة من الوقت...برضه ملازمنى احساس "مفيش وقت...لازم الحق"...الحق ايه انا مش عارفة...بس هوا لازم الحق!!
لاول مرة اكتشف ان فعلا عندي مشكلة كبيرة مع فكرة الوقت! ملازمنى التوتر...والارق كمان لانى ضيعت وقت النهاردة ومخلصتش كل اللى كان المفروض اخلصه!
اكتشفت ان احنا اقسى عدو لينا....الواحد بيجلد نفسه حرفيا علشان مخلصش اللى كان مخطط له...نسينا اننا بنحط اصلا خطة صعبة....هيا مش مستحيلة ولكن صعبة...الراحة مش جزء منها.
هاتكلم عن نفسي....مع الاجازة الممتدة دي بقى نظام النوم مختلف تماما....سهر للفجر وصحيان على الضهر...ده في حد ذاته مسبب توتر شديد...بقيت اظبط المنبه...اقفله واكمل نوم...ما انا محتاجة النوم...اصحى متضايقة من نفسي ان كان زمانى خلصت كذا وكذا وكذا بدل ما انا نايمة كده...وكان زمانى خدت وقت الصبح من غير الاولاد كنت خلصت اسرع في وقت اقل ومن غير زن وصداع.
واكمل اليوم كده على وعد لنفسي ان بكرة اصحى بدري...لازم اصحى بدري.
وبما ان البيت كله صاحى - بفضل صاحية اعمل حاجات علشان اعوض..انا في حالة تعويض دائمة!!
لازم اعمل حاجات كتير في نفس ذات الوقت...لو عملت حاجة واحدة بس بيجي لي شعور بالخسارة!! يعنى لازم يكون في غسيل في الغسالة وفي نفس الوقت حاجة بتستوى على النار او في الفرن وفي الوقت اللى يستوى فيه الاكل اكون خلصت مواعين او طبقت غسيل او روقت درج من الادراج...وفي سيناريو تانى لو الاولاد بيعملوا الواجب اكون خلصت كام سطر كروشيه او رديت على رسائل او برضه اطبق غسيل او اعمل شوية مواعين او انشر...لازم كذا نشاط في نفس الوقت علشان احس بالانتصار (!!!) ولو انا في مشوار بره لازم اعمل كذا مشوار في بعض...هوا لازم كده...مثلا اشتري حاجة نازلة لها مخصوص وبالمرة ادفع فاتورة او ادفع فيزا او اشتري طلبات لماما او وانا بره اخلص مكالمات متأجلة...ولو انا في الشغل دايما في كتاب مفتوح على الكمبيوتر اقرا منه شوية وقت ما افضى من الشغل!! ولو الاولاد في التمرين لازم اكون بعمل اي نشاط على ما يخلصوا...لازم احس بالانجاز في اي حاجة! 
دلوقتي...بعد ما خلصت كل الادراج...والدواليب...والضلف...ايه بقى؟!! 
قلت اغسل سجاجيد....المشايات الصغيرة لانى مش هاقدر على السجاد...غسلتهم...رحت على الشنط...غسلت شنط المدرسة والشنط القماش....ها؟؟؟ انزل الصيفي واطلع الشتوى....وانضف تحت السراير....وايه تانى؟؟  قلت اغسل فرش المكياج...فرش الشعر...المع النجف...المع الشبابيك...وبعدين؟؟؟
لازم اخلص!!! لازم استغل الوقت....لازم اخلص اللى ورايا كله لازم لازم!!!
عيشت نفسي في حالة توتر رهيبة....بجد....حاسة بالخسارة وانى ضيعت وقتي على الفاضي...مخلصتش قائمة الحاجات اللى مطلوبة كلها....لسه منضفتش النيش..ولا ذاكرت للاولاد (رغم ده كان اولى من الترويق اللى مالوش معنى)  ولا كتبت (مقال واحد بس اتكتب مع انى كنت مخططة ارجع للكتابة تانى)...مقرتش غير كتابين وفي التالت (كان لازم اقرا اكتر)...اشتغلت كانافا وكان لازم اشتغل كروشية شوية...(انا بحب التلوين جدا) كان لازم الون اكتر....وكان لازم اقرا انجليزي كمان مش عربي بس!! ومقرتش قران (وكان الاولى اقرا قران) - كان لازم اصوم كمان..صمت يومين بس وده قليل...ركبت بازل 500 قطعة وكان المفروض اعمل الالف قطعة كمان او اركب واحدة 500 كمان!! 
اكتشفت انى بعذب نفسي باتقان! 
اتكلمت مع صاحبتي وقالت لي لازم اعكس...بدل قائمة "اللى مخلصش" اعمل قائمة انجازات
لقيتها مش وحشة...معقولة الى حد ما! ودورت على الراحة...رغم الاجازة...فين الراحة؟ انا لو قعدت شوية واتفسح على النت كده من غير هدف بحس بالذنب!! حتى القعدة على النت بقيت اشوف هاستفيد من الوقت ازاي!! حولت الهوايات الى الزام يومي!! حولت القراءة الحرة الى واجب...بقيت اقيس اليوم بعدد انجازاتى (الوهمية) فيه!!
وبالتالي شعور الراحة مش بييجي...ولا حتى شعور الرضا عن النفس!!
قررت ابطل اللى بعمله ده...قررت اريح دماغى شوية من التفكير ومن رص المهام اللى مالهاش لازمة!! في شوية شغل كل يوم يتعملوا و خلاص...اقرا للمتعة مش للواجب...اقعد على النت العب للترفيه...هاتفرج على افلام اكتر...هاسمع موسيقى في البلكونة والدنيا ضلمة شوية من غير ما اعمل حاجة جنبها...مش هاخلي الموسيقى خلفية لشغل بعمله!
قررت ارحم نفسي المسكينة شوية...هاعجز بدري كده!!
ده انا كان بيجي لي افكار انا يا ترى هاقدر اعمل كده لما اكبر في السن ولا لا!! وكنت بفكر في بدائل للانشطة دي بانشطة اقل اجهادا علشان لما اكبر اقدر اعملها (!!!)
لازم "اعيش" كل الحالات...الراحة والانشغال والالتزام والاختيار (!) اختيار اعمل ايه في وقت فاضي تماما واللى يتعمل في الوقت ده محاسبش نفسي عليه كمان...حتى لو قعدت كده معملش حاجة...لازم اغير العادات السيئة دي!! 

وجعت دماغكم وضيعت "وقتكم" :)

ريم اسامة 

لينك المدونة على الفيسبوك:

No comments:

Post a Comment