Monday 4 November 2019

كفاية عليا

ليا اخت واحدة...ربنا يخليها ليا...الواحد فعلا مش بيحس بالنعمة الا لما تبعد عنه...او تبقى قدام عينه ومش طايلها!
انا حاسة كده
اختى على بعد ضغطة تليفون...ومش شايفاها...صوتها اقرب لي من اي حد...مش بطمن غير بيها...وهيا كمان اعتقد.
زمان لما كنا في بيت واحد قبل الجواز...كنا بنعمل كل حاجة سوا...كل حاجة حرفيا...كنا بنجرب اماكن جديدة مع بعض...بنشجع بعض ندخل محلات نسأل عن اي حاجة عجبانا (لو لوحدي بتكسف جدا)...لو هيا هاتنزل لوحدها تشتري هدوم بترجع فارغة اليدين...ولما بننزل سوا بنرجع فارغين المحافظ...كانت احلى ايام...لما كنا سوا.
مفيش اي ذكرى من غيرها...ولا سفرية من غيرها....ولا مطعم او فسحة او حتى اروح للنادى او اخرج مع اصحابي من غيرها.
كنا بنشارك اوضة واحدة...جدران الاوضة شهدت احلى فترة واحلى ايام...كانت اوضتنا كلها كلها بالكامل بوسترات...في الاول كانت رافضة تحط صور ناس اجانب (حتى هيا متعرفش السبب لحد دلوقتي) فكانت نص الاوضة اجانب والنص التاني مصريين...لحد ما بقت الاوضة كلها صور مطربين وممثلين اجانب لانى اللى بعلقهم واخبي المصريين منها :D 
وفي فترة جمعنا بوسترات ابيض واسود وكنا فاكرين نفسنا ستايل وفنانين لما كنت الاوضة كلها ملونة ماعدا حيطة واحدة ابيض واسود...كنا سذج والله...بس كنا مبسوطين.
كانت اوضتنا صغيرة الى حد ما...ولكن بالنسبة لنا كانت كافية جدا وغالبا بنقضى كل وقتنا فيها...كان فيها دولاب في الحيطة...ده كان مكتبة...كان محشور روايات ومجلات ومجلدات ميكي ومجلات فلاش وسماش...وكان في كمبيوتر بتاعنا (لما كبرنا)...كله افلام ولعب وموسيقى...احسن وقت لما نلعب لعبة سوا...في الاخر بنتخانق (وكنا متخرجين) بس نلعب ونتخانق برضه.
يوم التلات لازم نروح حمام السباحة يوم السيدات...لو مش مع بنات عمتنا بنروح لوحدنا...وفي طقوس لليوم ده...نبدا بانهى حمام سباحة فيهم وننتهى بانهى فين (كانوا 2 حمامات سباحة) ونفطر صنف ايه ونشرب ايه ونتغدى برضه واحنا ماشيين نجيب حاجة حلوة معينة....مش بنغير...هوا سيستم بيتكرر كل اسبوع...واحنا داخلين الصبح بدري نشتري مجلة اخبار النجوم او ميكي مثلا.
ايام الجامعة كنا مبهورين جدا بمجلة اجنبي اسمها smash hits وكانت غالية اوي..وبتنزل كل اسبوعين...غالية مقارنة بمصروفنا...وكان في مجلة شهرية برضه بتاعة مغنيين او اخبارهم top of the pops ... اول حاجة كل شهر نشيل من مصروفنا تمن المجلات...وبعد كده نشوف هانشتري ايه بالباقى...وكنا بنكمل بعض...بمعنى لوهيا عاايزة تشتري شنطة...نختار شنطة تليق علينا احنا الاتنين...او لو هاتشتري مكياج او خلافه...بنجيب حاجة لينا...من غير اتفاق...او لو سعرها معقول بنشتري اتنين من غير ما ناخد راي بعض...مفيش رأي...ده قانون غير مكتوب وغير متفق عليه كمان!
زمان اوي واحنا صغيرين كنا نلعب جيمز على الكمبيوتر وكنا متفقين اللى يخسر يقوم...وهيا كانت مستمرة مستمرة ومش بتخسر اصلا ابدا...وكنت بتضايق واحس بالفشل (بتفكير الاطفال) ولما كبرنا اعترفت انها كانت بتبعتنى اجيب مياة او تشتت انتباهى باي حاجة علشان تبدأ الدور تانى لما تخسر...علشان تقعد اطول وقت ممكن....تقوم لما تزهق...مش لما تخسر!!
وكانت بتحرجني جدا...كانت متفوقة اوي في المدرسة...وانا كانت درجاتى على قد فلوسهم...كويس انى ذاكرت 80% من المنهج...هانفتري؟ هيا كانت تذاكر تذاكر وتجتهد وبابا دايما يقولها كفاية كده مذاكرة  ويقولي انا كفاية كده بريك من كتر ما كانت مموته نفسها...كانت تحزن جدا لو نقصت درجة ولا درجتين وتفضل تراجع هيا نقصت الدرجات في انهي سؤال....انا طبعا مكنتش رافعة راسهم اوي كده....كنت ساعات بستغرب انا ازاي نجحت بالدرجات الكويسة دي؟ او حتى مش  كويسة...ازاي نجحت كان سؤال محير!
هواياتى كانت شاغلة الوقت وشاغلة تفكيري واهتمامى...كنت بذاكر علشان ماينفعش اسقط...بس اتفوق بقى واطلع من الاوائل وصورتي في لوحة الشرف؟ كفاية هيا كانت بتقوم بالدور ده! نتحسد لو احنا الاتنين!
ايام المدرسة كنا نتقابل في الفسحة وفي فترة كده كنا نشتري من الكانتين لبعض...يوم انا اجيب لينا احنا الاتنين ويوم هيا...لانه كان زحمة...فيوم واحدة تروح الكانتين والتانية تلعب والعكس...كنا منظمين برضه.
اكتر فترة جميلة لما كنا ننزل روكسى كل كام اسبوع....نروح بالترام او المترو (الارضي) توفيرا للنفقات (علشان نشتري اكتر) ونرجع بيه ولازم نكون شاريين حاجات من هناك...لازم مفيش نقاش...نرجع بعد اي رحلة شوبينج ندلق كل الشنط على السراير ونقيس تانى....ونندم على حاجة مالهاش لازمة ونقول كل مرة "ياللا مش مهم اكيد هاتنفع"...نرجع تعبانين جدا بس في منتهى الرضا والسعادة.
نفس السيناريو ايام معرض الكتاب...هيا شايلة شنطة قاسمة ضهرها وانا كمان ونرجع ندلق كله ونبدا نفتح في المجلات الاجنبي اللى جواها هدايا بسيطة ونفرح اوووووي بالحاجات الهايفة دي...كانت كنز! وكنا نقطع البوسترات من المجلات (خزين السنة) كنا نقعد في اوضتنا بالساعات...نسمع موسيقى ونتصفح المجلات والقصص والكتب...ولازم بعد كل خروجة كيس حلويات كبيرة وحاجات ساقعة طبعا.
لما كنا سوا...مكنتش محتاجة اصحاب...هاحتاج اصحاب ليه وانا عندي مها؟؟؟ هيا اللى بتفهمنى وهيا اللى بتخرج معايا في اي وقت...بنخرج مع بعض وعايشين مع بعض...هواياتنا متشابهة...او على الاقل هيا كانت بتحاول تشاركني الهوس اللى كان عندي انى اجرب كل حاجة...كانت بتسمع موسيقى اجباري على ذوقي...وفي الوقت اللى بحدده....هوا رخامة كده.
لما كنا سوا مكنش بيفرق معايا رأي اصحابي فيا...ولا ازعل من حد خرج من غيري مثلا...خالص...ولا التفت للحاجة دي...انا عندي مها...وده يكفي.
بزعل اوي انها مش قدام عيني....ولا بشوفها كتير...بزعل لما مذاكرة الاولاد تاخدنا من بعض او نقفل علشان حد فيهم محتاجنا...بزعل لما يحصل حاجة واعرفها بعدها بيوم او اكتر او حتى اعرفها صدفة...بزعل لما احس انى لازم اشوفها دلوقتي مش اسمع صوتها بس وبيكون ده صعب اوي اوي لبعد المسافة او لظروف حياتنا.
وبزعل لما اعرف انها متضايقة وانا مش عارفة احضنها واطمنها
ذكرياتنا سوا مالهاش نهاية ولا ليها اخر...هافتكر السفر ولا الخروج ولا القعدة في البيت ولا الاجازات الصيفية ولا النادى والتمارين ولا قعدة النت اول ما دخلناه ولا فترة جهازى وجهازها وفترة اول حفيد وازاي كنت بحدف عليكي كل مسئوليته ولا ازاي كنتى بتشتري لابني من غير حساب لدرجة انى تقريبا ماجبتش حاجة لاول طفل ليا...ولا وقت حملنا في نفس الوقت في البنات....
مها...انتى اهم صاحبة في حياتى...اهم شخص في طفولتي وشبابي ...واهم رأي اهتم بيه
بحبك

ريم 

لينك المدونة على الفيسبوك: 

No comments:

Post a Comment