Friday 18 October 2013

روح الفرحة

المقالة المرة دي فيها جانب شخصي شوية...بس متهيالي كتير منكم هاتلاقي نفسها فيها برضه
الاعياد والمناسبات طعمها بيختلف اوي بمرور الوقت.
لما كنا اطفال والله انا ماكنتش بنام من فرط السعادة والفرحة والاثارة ان تانى يوم عيد! كل شوية اصحى بس من غير ما بابا وماما يحسوا واتفرج على اللبس الجديد والجزمة الجديدة والشراب والشنطة والتوكة...وبكون لابسة بيجامة جديدة وشعري مغسول...وببقى في قمة السعادة ان بابا سمح لنا نحط مانيكير في العيد!! يالهوي!! هاحط مانيكير!! ايه البوظان ده :D
وييجي ميعاد الصلاة وننزل مع بنات عمتي ومع بابا وماما وبيكون معانا كيس فيه حلويات...بنبوني او شيكولاته او بسكوت ونوزع على الاطفال بعد الصلاة...واول ما ندخل الجامع الكبار يقولوا لنا "محدش يقعد...صلوا ركعتين تحية المسجد الاول" ومحدش فينا يسلق الصلاة...الكبار شايفينا بقى :) كل واحدة تطول في الركعتين علشان مايبقاش شكلها وحش. وبعد كده فاصل من الرغي المستمر والضحك المكتوم مع نظرات لوم وتوعًد من الامهات "هششش عيب كده - اسمعوا الخطبة!! حرام!" - في فترة الخطبة بنوزع الحلويات ولما تخلص نزور بيوت قرايبنا ونفضل لابسين الايشاربات برضه (ال يعنى مخدناش بالنا) وده طمعا في التعليقات الايجابية من الكبار وان "شكلك جميل في الحجاب"
وبعد كده نروح البيت ونلبس الجديد وماما تحط لنا مانيكير وتسرح لنا شعرنا  ويبدا فاصل من رن جرس الباب...الجيران يطلعوا لنا اطباق كحك وبسكوت وانا اختى ننزل باطباق للجيران وكل ست تحاول تسبق التانية وغالبا كل الاطباق بتكون صناعة منزلية. او نحضر الدبح تحت العمارة ونهري السلالم طالعين نازلين ننزل اكياس ونطلع اطباق بلاستيك ونقسم اكياس ونحشر في الفريزر.
في بعض الاعياد بابا كان بيخبي العيدية جوا كتاب في مكتبته الكبيرة جدا...ويدينا لغز في ورقة نحاول نحله لحد ما نوصل للكتاب اللى جوا الفلوس...كان للعيدية دي بالذات طعم تانى خالص :)
بعد كل ده ننزل ونبدا يوم طويل وجميل من لم العيديات والبمب من البلكونات واكل كل الممنوعات...ونفخ بلالين وحاجات كتير انا اكيد نسياها بس مستحيل انسى الشعور الغامر بالفرحة و"الزئططة"....لما بنروح طبعا بننام في العربية من طول اليوم واللعب والجري والرغي وتاني يوم نصحى نعد الفلوس اللى معانا في الشنط الصغيرة الجديدة...ولو اختى اكتر منى مثلا بابا بيديني الفرق وببقى زعلانة وافكر "مين اللى نسي يديني عيدية"...وعلى النادي نكمل اليوم مع مزيد من الحلوى والاكل بره والعصائر ولازم طبعا بابا يجيب لنا كورة جديدة نلعب بيها ولازم لعبة العيد تيجي برضه...وبابا كان بيقنعنا اننا لازم نحوش العيدية او الجزء الاكبر منها...وكنا فعلا بنعمل كده...وبالليل سهرة قدام فيلم العيد مع اطباق اللب والسودانى.
لما دخلنا مرحلة الثانوي والجامعة  كان البيت بيرن تليفونه كتير اوي ومع كل اتصال اسمع بابا يقول "اهلااااااااااا فلان...وانت طيب...دايما سبَاق بالخير" وماما تقول "اهلا يا حبيبتي وانتى طيبة وازي فلان وعلان وترتان"...وكان برضه في سباق مين يتصل الاول بمين :) قبل حقبة الsms!! في المرحلة دي العيد كان مباراه في اللبس الشيك (على ذوقنا مش ذوق امهاتنا) ومين لابسة اعلى كعب واحلى شعر واحلى مكياج واقوى برفان واظبط مانيكير واطول ضوافر وطبعا بنستنى برضه العيدية :) العيد بيكون لسه فرحة وتانى يوم برضه بنروح النادي ولكن تالت يوم بنخرج مع اصحابنا لوحدنا ونصرف العيدية كلها...مبقناش نحوش حاجة لان بقى لينا طلبات وتطلعات وبيعجبنا الفاترينات!
ولما كبرنا....خلاص...مفيش فرحة في قلبنا...العيد مجرد اجازة من الشغل...فرحتنا بقت في فرحة عيالنا...اللبس الجديد مش بيجي زي الاول...ولو جبناه بيكون من منطلق "عادة"...ساعات بنفكر في عيدية العيال علشان نفك زنقة الشهر ودخلة العيد...وبنجيب لهم برضه لعب وبمب علشان نحسسهم ببعض فرحتنا احنا زمان...بقينا نبص للفرحة من بعيد ومش قادرين نخليها تدخل قلوبنا....فرحانين باللمة مع العيلة اللى بنشوفهم في المناسبات بس برضه مش زي الاول...او ننبسط بأن ابو العيال في البيت اخيرا معانا مش في الشغل كالعادة...الجو العام مبقاش زي زمان....كنا بنتفرج على فيلم العيد ونستناه نتفرج كلنا...دلوقتي في تريليون فيلم وبنفضل نقلب في القنوات لحد ما ننام من الملل...زمان كان باب البيت مفتوح واحنا بنلعب على السلم مع الجيران وبنات عمتنا وضحكنا وصوت الجري مالي الدنيا بروح العيد...دلوقتي الباب مقفول محدش بيفكر يرن الجرس (غير لو البواب عايز كيس الزبالة!!) حاليا العيد احيانا بيكون سفر...او خروج...بس طعم كل دول باهت اوي عن زمان.
الى ابى وامى...شكرا لانجاحكم في زرع السعادة جوانا....شكرا لفهم طفولتنا ومجارتنا فيها...مكنتش ايامها متخيلة المجهود اللى بتعملوه علشان احنا ننبسط...انتوا برضه كنتوا كبار زينا دلوقتي واكيد مكنتوش حاسين بالعيد زينا حاليا وفرحتكوا كانت في فرحتنا...بس عمرنا ما حسينا بده...على طول حاسين ان في العيد كلنا فرحانين زي بعض بالظبط!! اكتشفت دلوقتي ان لو سعادتنا في لعب الكورة كنتوا بتلعبوا معانا واحنا متخيلين انكوا برضه بتحبوا اللعبة دي زينا...لو بنحب نحدف بمب كنتوا بتحدفوا معانا...وماما كانت بتسيب لنا جزء من العجين نعمله اشكال على مزاجنا وتخبزه وتاكله معانا وتأكد لنا ان طعمه احلى من باقي الصواني كلها!! لو انبساطنا في اغنية كنتوا بتغنوا معانا...ذكرياتنا في الفترة دي اقوى من اي ذكريات تانية بالرغم من مرور قرب تلاتين سنة عليها!! عمرنا ما حسينا او فهمنا يعنى ايه اول الشهر او معنى ان العيد يكون في اخر الشهر او اوله!! وما علاقة اول الشهر باللعب والحلويات واللبس الجديد! انا شخصيا مفهمتش موضوع اول الشهر غير لما اشتغلت! شكرا لحجب الهموم والتفكير الطويل عن مخنا الصغير! 
يا ريت نكون زيكم في فهم اطفالنا ...ويا ريت اولادنا يكونوا زينا ويستمتعوا بطفولة جميلة كلها فرحة وسعادة ورضا!
ربنا يسعدكوا زي ما اسعدتونا ...ربنا يديكم الصحة والسعادة ان شاء الله

ريم اسامة

No comments:

Post a Comment