الحلقة المفرغة

مشكلة معظم الستات واحدة وهي "الحلقة المفرغة"!

كلنا بنقول نفس الكلمة دي على فكرة - كلنا حاسين اننا محبوسين في نفس الدايرة اللى بنلف وندور فيها علشان نرجع لنفس النقطة تانى ونبدا من اول وجديد...وانتى وحظك يا الحلقة تضيق عليكي - يا توسع وتبهوأ منك...في الاخر هيا حلقة مفرغة مش بتتفتح!

وكل واحد وحلقته بقى .... اللى لسه مخلفة جديد حاسة انها مش بتعمل حاجة غير انها بطلت تنام وطوووول الوقت بترضع وتكرع وتغير وتدي ادوية انتفاخات وتحاول تخلي البابي يبطل عياط ولما بيطل عياط يكون نام من التعب وتيجي تحطه فيصحى فترضعه تانى علشان ينام وبعدين تغير .....الخ الخ الخ....enjoy!

وفي اللى محبوسة في حلقة تانية وهي البيت فهي تصحى الصبح تعمل ساندوتشات المدرسة وتلبس العيال وتنزلهم الباص وتطلع وتحط الغسيل في الغسالة وتشيل الغسيل من على الحبل وتطبقه وتنضف الليفينج مطرح العيال وتوضب السراير وتشد الملايات وتغسل المواعين وتدخلهم مكانهم في المطبخ وتطبخ الغدا وتفكر في العشا وعلى ما تخلص الغدا تكون العيال جت ...يتغدوا وتذاكر لهم وتستنى الافندي بتاعها ياكل برضه وتيجي على اخر اليوم عندها انهيار بدني وعصبي من تكرار اليوم بلا اي تغيير يذكر! وفي الويك اند بتيجي الشغالة تنضف الشقة كلها على بعضها - حتى يا ربي الويك اند محجوز لنفس المهام بس الفرق ان الست في الحالة دي بتشرف مش بتشغل بايدها

وفي اللى محبوسة في حلقة الشغل...تصحى الفجر قبل اي حد وتطبخ وتحط الغسيل في منتهى الهدوء وتنشر وتلبس العيال وتنزلهم الباص وهيا تروح على شغلها وتخلص الشغل الممل الكئيب وترجع على بيت مامتها تاخد العيال وتروح على بيتها وتذاكر لهم ويرجع الافندي ياكل وتشيل الغسيل و تطبقه وتغسل المواعين علشان مش مفيش وقت تغسلهم في الفجر - ومش مهم بقى عندك غسالة اطباق ولا لا علشان الحلل مش هاتتغسل لوحدها!

وعلى فكرة الراجل برضه محبوس في حلقة مفرغة بس مش بيقول كده علشان معندوش القدرة على الوصف زي الست....الراجل مش بيقول "حلقة مفرغة"...الراجل بيقول "حمار في ساقية"..ماهي حلقة برضه...ومفرغة! الراجل بصحى الصبح يلبس وياخد مفاتيحه والموبايل والمحفظة والنضارة ويعدي على نفس بتاع الجرايد يشترى جرنال مش هايقراه لانه بيقراه اونلاين لما يروح الشغل...بس عادة مش بيقطعها...ويروح الشغل يشوف نفس الخلق ويشرب نفس الشاي في نفس المج ويطفي السيجارة في نفس الطفاية ويعمل نفس الشغل والمدير يقوله نفس الجمل المحفوظة ويخلص الشغل ويخلص الاجتماعات اللى بيتقال فيها نفس المشاكل ويروح البيت يشوف نفس الخلقة العكرة اللى بتقابله كل يوم وهيا منكوشة ومنهارة وهدومها كلها ريحة طبيخ ومواعين واول ما تشوف وشه تقوله "انا خلاص مش طايقة - العيال دي هاتنقطني" وتتدور تدخل المطبخ تانى اكن اللى دخل عليها البيت ده دبانة وهاتتهش لوحدها وتمشي...وياكل الاكل اللى غالبا بيكون ليه نفس الطعم ويدخل ينام من هدة اليوم كله ويصحى يلاقي نفس البوز ونفس التكشيرة ونفس الجلبية او البيجامة المعفنة اللى مغيرتهاش من الصبح وتقوله نفس الجملة "العيال دي هاتجنني - مش عايزين يذاكروا - انا خلاص مش طايقة"...فيسيب القرف ده كله علشان هوا مش ناقص وينزل القهوة يشوف نفس السحن بتاعة كل ليلة ونفس الكلام الغبي في السياسة ونفس الخلافات السياسية المفرغة من اي معنى ... نفس الشيشة نفس الشاي بنعناع...نفس الكراسي...يرجع لنفس البيت وتكون الست نامت بنفس البيجامة الحقيرة المقرفة ....مش دي حلقة برضه؟ ومفرغة برضه؟ 

حياتي...كلنا محابيس! بلاش اكتئاب....بس الاكتئاب بيجي لوحده...واحنا صغيرين كل حاجة بيكون لها شكل ولون ومنظر وبهجة وبنفرح باي حاجة وكل حاجة وبنكون في منتهى النشاط الصبح ونفكر هانعمل ايه النهاردة بقى...دلوقتي ممكن تكون نفس الحاجات موجودة ولكن احساسنا اننا كبرنا هوا اللى مخلينا متخيلين الحلقة دي...المسؤولية الدائمة بتخلينا نحس بالقيود والخنقة ...بس المسئولية مش هاتخلص ومش هاتتشال وهاتفضل على طول...ده معناه اننا نفضل طول في الاحساس اننا "مربوطين في ساقية مفرغة"!!؟ احنا للى بنلبس الحلقة دي في دماغنا ونمشي نشتكي منها...وكتير جدا بنحس ان الحلقة اللى محبوسين فيها دي هيا الدبلة ...الاتنين نفس الشكل الفرق الوحيد ان واحدة مادية بنحس بيها حابسة صباعنا والتانية من وحي خيالنا حابسة انفاسنا!!

تحرروا من الدبلة الخيالية اللى في مخكوا...كل مرحلة وليها قيودها...بس احنا اللى مش فاكرين قيود الطفولة ولا خنقة قلة الفلوس واحنا تلاميذ...احنا كان نفسنا نحب ...ولما حبينا اتجوزنا...ولما اتجوزنا قلنا "حلقة مفرغة"!!
فتحوا عينكوا..كل ست تبطل تلبس هدوم معفنة في البيت علشان جوزها يرجع يحس ان الحلقة اتكسرت في البيت...اتكسرت تحت رجلين مراته ...اضحكى في وشه ... ولما تضحكي له هايكسر حلقتك المفرغة!!
بطلوا هبل بقى! 

http://www.facebook.com/groups/329904227056535/

ريم اسامة