Wednesday 12 June 2013

تلاتين يوم

"30 يوم...شهر...لحق عدى سنة وناقص شهر؟" كان مصطفى يركل كل شئ في طريقه...يطيح بالحصى والزلط كانه يركل نفسه...لم يعد يتحمل المزيد من الضغط والقهر...يفكر بنفسه...وبخطيبته...وبحبيبته! كيف وصل الوضع لهذه النهاية المفتوحة والغير معلومة العواقب؟
مصطفى شاب في العشرينيات...تخرج من الجامعة وكطبيعة الحال لم يعثر على وظيفة ببلده فسافر وعلى وعد لنفسه بالرجوع مرة اخرى والتقدم لطلب يد نهى! "نهى!!!" قالها لنفسه وكأن سكين قطع فؤاده...كانت نهى هي الحياة بالنسبة له...الراحة النفسية...الحب...المثالية في كل شئ! احبها من كل قلبة لسنين عدة ولكن لظروفه لم يكن من المستطاع المضى قدما. ولكنه كافح في البلد الغريب ... كان يحاول ايجاد سبب لمعاناته بالغربة وكانت هي السبب والهدف...كان هدفه جمع النقود ليوفر لها مسكن ملائم وشبكة جميلة واقامة فرح كبير. 
ورجع بلده ليلقاها...يبحث عنها...رقمها تغير طبعا .... لم يكن يستطيع الذهاب لمنزلها...حاول كثيرا ايجاد رقم او طريقة ليتصل بها. 
كان اهله مصرين على زواجة...فلم يعد لديه حجة لعدم الزواج....واخذت العائلة في البحث عن العروسة المناسبة...وهو يبحث عن نهى!! حتى ظهرت في افقهم البنت الملائمة لهم وله...فهي مؤدبة من عائلة محترمة ومتعلمة وفي مستواهم الاجتماعي والمادي...هي العروس الممتاز في نظر الاب. وفرض الاب رأيه على الابن...بالرغم من المحاولات اليائسة لرفض العروسة ولكن شخصية الاب القوية وعدم اقتناعة بحجة "مش مرتاح لها" فرضت على مصطفى الخطوبة السريعة.
ساعده الاب ماديا حتى يسرع بالزواج...ومرت شهور عديدة لا يحاول فيها مصطفى فض الموضوع ولا يحاول المضى قدما...فهو قابل بالامر الواقع حتى يتخلص منه تدريجيا...وايضا لم يشعر اتجاه خطيبته بأي شئ...لا كره ولا حب...فهي "شئ" في حياته!! شئ لا قيمة له ولا وجود يذكر!!
حتى عثر على الفيسبوك الخاص بنهى...بعث اليها برسالة...يومان كاملان لم ترد عليها وشك انها لم تراها...او رأتها وفضلت عدم الرد!! حتى جائه ردها!!! وبدأ في الرجوع اليها...شرح لها ظروفه...انه مجبر على الخطوبة...انه يريدها  ويحبها اكثر من ذى قبل...رفضت في البداية محادثة رجل مرتبط بانسانة اخرى...ولكن بالوقت والمزيد من الاتصال شعرت انه من حقها هي...فهو يحبها هي...ولن تظل هي بلا زواج وهناك شخص يتمنى رضائها....فقبلت ان تتزوجه...بشرط الا يتصل بها مرة اخرى حتى ينتهى من ارتباطاته ومشاكله مع عائلته.
شعر ان حياته اخذت لون مختلف...اكثر بهجة...به اصوات اعلى...اجمل...لحياته رائحه جديدة جميلة...اصبح لديه امل...لديه شئ يتطلع اليه ... لديه هدف حقيقي.
فاتح اهله في فسخ الخطوبة وبالطبع قوبل بزوبعة عارمة...اطاحت بكل قواعد ادب الحديث!!! قاوم ولكن كان والده اشد منه واقوى. قال انه لا يحبها ... لا يريدها زوجة...لا يريدها في بيته ...ولا حياته!! قابله الاب بتهم تخجل...وبالسب...والتهديد والوعيد. لم يهدأ باله...فاتصل بخطيبته واعتذر لها عن اتمام الخطوبة...وان قلبه مشغول باخرى ولا يرى حياة مع احد سواها...فقابلت مكالمته بهدوء غريب...قالت انه من الطبيعي ان يكون للرجل علاقات قبل الزواج وان ذلك شئ لا يؤرقها اطلاقها...ولكنها متاكده ان بعد الزواج سيغير رأيه ويحبها هي...فانها تحتاج فقط لفرصة لتثبت له انها اقدر من غيرها بالزواج منه!! وقالت انها تحبه ولا تتخيل شخص اخر بحياتها.
وبعد اسبوع  من المخاصمة والعزلة في حجرته، فوجئ بوالدته تخبره ان فرحه بعد خمسة اسابيع!! فقد اتفق والده مع والد عروسته على ميعاد الفرح...وقد دفع الاب مهر كبير للعروسة لشراء الاثاث ومستلزمات البيت (على غير المتفق عليه ان يدفع كل منهم نصف قيمة الاثاث)...انها خدعة من ابوه ليجبره على الزواج السريع...ليحرجه ويرغمه على الزواج من تلك الفتاة الباهتة!! لم يعد يستطيع الشعور باعصابه من حدة العصبية!! كيف يفعل والده ذلك؟؟ لم يعد في العاشرة ليرغمه على الزواج!!! 
غادر المنزل واغلق تليفونه الخاص ولم يعلمهم مكانه!! فقد رأى ان ذلك اقل اجابة على موقفهم ذلك!!! وترك عمله في اجازة حتى لا يستطيع احد منهم الوصول اليه!!
وبعد بضعة ايام اتصل بامه وعرف منها ان العروس ما زالت تحضر للزواج باقصى ما عندها من طاقة ومجهود!! وابلغته امه ان يرجع البيت ولا يحرج والده خوفا من غضبه الشديد! ومن الافضل ان يبدا في التحضير لزواجه وشراء بدلة الفرح وخلافه!!
"شهر!! ناقص شهر...هادخل السجن اجباري بعد شهر!!!" فكر مصطفى وكيف سرقته الشهور ولم يحسبها...لقد مضى سنة تقريبا على الخطبة ولم يحبها ...ولن يحبها...وكيف لم يعترض!! 
ولكنه على يقين انه سيظلمها بالزواج...وسيظلم نفسه...ويظلم نهى...كيف يرجع اليها مرة اخرى ليتزوج بأخرى؟؟  كيف لم يشعر بحب خطيبته له وكيف لم يشعر اتجاهها باي شى سلبي او ايجابي!! فقد وافق فقط على الخطبة حتى لا يحرج اباه!!!! هل غضب اباه يستحق ان يسحق مستقبله ويرتبط بانسانة لا يريدها؟ هل يستحق غضبه ان يسحق هو قلبه بارادته؟
هل لديه ارادة؟؟؟؟؟؟
ماذا يفعل؟..برجاء الاجابة!!!
(ملحوظة: القصة حقيقية عدا بعض التفاصيل....المأساه على وشك الوقوع....برجاء التفضل بحلول)

ريم اسامة 

6 comments:

  1. انا اللي عاجبني في الموضوع رد فعل خطيبتة
    قوية و جريئة

    و انا وجهة نظري يديلها فُــُــرصة
    يمكن تقدر بسهولة تدخل قلبُة و تحجز مكانها جواة و تنسّية البنت اللي كان بيحبّها

    يمكن يحصل بينهم في خلال فترة ما قبل الجواز ، احداث سريعة تقدر البنت من خلالها تكسب حُبة و ثقتة و هوّة يشوف منها افعال يقدر من خلالها يحدد إن مفيش غير دي تنفع ام لأولادة و زوجة مُميزة لية

    ساعتها يبقي كسب بنت ، ابوة كان رؤيتة فيها صائبة بإصرارة علي إتمام الجوازة دي
    و كسب رضا ابوة و أمة

    و لو محصلش ..!

    ساعتها بكُل حسم و من غير مُهاترات يوقف المهزلة دي

    و الدين صريح في الموضوع دة
    طاعة الأب و الأم واجبة في كُل شئ اي نعم إلا الشرك بالله

    لكن الزواج شرطة القبول ، لو الأب و الأم قابلنها يجوزوها هُما

    اية دخل الأبن في الموضوع
    دي أسرة هتتبني و عيشة أبدية ، مينفعش أساسها يبدأ بالهرتلة دي و عدم التنسيق و عدم التفاهم دة

    --

    بس كمان الموضوع مِحتاج تفاصيل أكتر عشان يكون الرأي أصوب

    يعني مثلاً هل الأب مُجادل بالحُجة بيحاول يقنع إبنة بمُميزات البنت و الأبن مش بيسمع .! يبقي هنا في مُشكلة عند مُصطفي
    لو الأب قرارتة حاسمة و مش بيحاول يناقش و هية كدة يعني كدة ، يبقي الأب عندة مُشكلة و في شئ مُبهم عن إصرار الأب لزواج إبنة من البنت دي تحديداً

    ReplyDelete
    Replies
    1. بصراحة ردك هايل :) المشكلة اتبعتت لي كده من غير تفاصيل اكتر...متهيالي في طبعا تفاصيل كتير اوي ناقصة
      ولكن السؤال الاهم: ازاي سكت سنة خاطب واحدة مش بيطيقها وساكت؟ وياترى لو مكنش وصل لحبيبته الاولى كان هايكمل جواز؟
      لو كانت نهى رفضته رفض نهائى كان هايتم جوازه من خطيبته ولا علشان عرف يوصلها ونهى اديت له امل؟؟
      تفاصيل كتير ناقصة
      لكن فعلا ناقص شهر بس!! ربنا يستر ...المجتمع مش ناقص علاقة فاشلة جديدة ولا جواز ينتهى سريعا بطلاق...ولا اطفال متربيين مع الام فقط!!
      ربنا يهدى

      Delete
  2. ولكنه على يقين انه سيظلمها بالزواج...وسيظلم نفسه...ويظلم نهى.

    الجمله دي انهت الحوار تماما هو واثق انه هايظلم خطيبته يبقي يفسخ الخطوبه واللي يحصل يحصل ابوه وامه ممكن يزعلوا منه يوم اتنين سنه بس مش هايقاطعوه العمر كله في الاخر هما بيعملوا كده علشان شايفين مصلحته من زاوية معينه لكن هو هايظلم البنت اللي ملهاش ذنب بس لازم يغير طريقة التعامل مع والده بالذات الاب مينفش معاه العند لانه بيعتبر ده اهانه

    ReplyDelete
    Replies
    1. رأي سليم فعلا - ولازم ياخد موقف في حياته بقى

      Delete
  3. لا أعرف كيف من الممكن أن تقبل أية فتاة الاستمرار مع شاب قد أفصح لها بأنه لا يشعر بأية مشاعر تجاهها وأنه سيظلمها بزواجه منها وأن قلبه مشغول بأخرى واعتذر عن اتمام الخطوبة!!! فإذا بها تركض لاهثة غاصبة ودافعة اياه الى السجن رغم علمها بانه لاااااااايريدها!!! ألا يوجد لديها كرامة؟؟؟؟ أم المهم أتجوز وخلااااص؟؟!!

    ReplyDelete
    Replies
    1. الضغوط اللى بيمثلها المجتمع على البنات رهيبة وخصوصا في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة في البلد - مفيش جواز والبنت خايفة تكبر وتفضل كتير عند اهلها
      فمش بتسيب حد بالساهل
      ولكن للاسف على حساب حاجات كتير هيا مش واخدة بالها منها

      Delete